في تصعيدٍ جديد يهدد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، توعّد وزير دفاع جيش الاحتلال يسرائيل كاتس حركة حماس بردٍّ قاسٍ إذا واصلت ما وصفها بـ"الانتهاكات"، قائلًا: “ستدفع حماس ثمنًا باهظًا عن كل طلقة تُطلقها، وإذا لم تُفهم الرسالة فستزداد ردودنا شدة تدريجيًا”.
وبالتوازي، حذّر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الفلسطينيين من الاقتراب من مناطق وصفها بـ"الحمراء"، مؤكدًا في منشور على منصة "إكس" أن الجيش سيردّ بقوة ضدّ "البنى التحتية الإرهابية" التابعة لحماس.
غارات على رفح وتبادل للاتهامات
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد تنفيذ غارات جوية ومدفعية على مدينة رفح جنوب القطاع، ردًا على ما قال إنها "هجمات صاروخية مضادة للدبابات أطلقتها حماس"، مؤكدًا تدمير "أنفاق ومنشآت عسكرية" تابعة للحركة.
في المقابل، نفت حماس مسؤوليتها عن أي خرق، وأكدت عبر بيان لكتائب القسّام أنها “ملتزمة بالكامل باتفاق وقف إطلاق النار، ولا علم لها بوقوع اشتباكات في رفح، خاصة أن هذه المنطقة تقع تحت سيطرة الاحتلال”.
نتنياهو يأمر بردّ قوي ويستبعد المساومة
من جانبه، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليماته لقوات الأمن بـ"التحرك القوي ضد الأهداف الإرهابية"، متهمًا حماس بانتهاك الهدنة، ومؤكدًا أن إسرائيل “لن تقوم بأي مساومة حتى استعادة جميع الرهائن، أحياءً أو رفاتًا”.
وتشترط تل أبيب استعادة رفات الرهائن قبل السماح بفتح معبر رفح لدخول المساعدات، بينما تتهم حماس إسرائيل بعرقلة عمليات البحث عن الرفات بسبب إغلاق المعبر.
الهدنة على المحكّ
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري، بوساطة وضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد حربٍ مدمرة استمرت لأكثر من عامين.
وفي المرحلة الأولى، أفرجت حماس عن 20 رهينة مقابل إطلاق سراح 2000 معتقل فلسطيني.
لكن الغارات الأخيرة تهدد بإعادة القطاع إلى دائرة القتال المفتوح، وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين بخرق الاتفاق.
مشاهد من رفح وشهادات ميدانية
شهود عيان أكدوا لوكالة "فرانس برس" أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارتين على مدينة رفح، وسط حالة من الذعر، دون معلومات دقيقة عن عدد الضحايا.
وقال أحدهم إن مقاتلين من حماس “استهدفوا مجموعة معادية للحركة، لكنهم فوجئوا بوجود دبابات إسرائيلية، فاندلعت اشتباكات محدودة أعقبها قصف جوي”.
تحذيرات أممية من تفاقم الكارثة الإنسانية
في غضون ذلك، حذّر توم فليتشر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، خلال زيارته لغزة، من ضخامة الدمار قائلًا: “من المروع أن نرى أحياءً كاملة تحولت إلى أرضٍ خالية. لدينا خطة إنسانية مدتها 60 يومًا لتوزيع مليون وجبة يوميًا وإعادة بناء القطاع الصحي والمدارس”.
ويواصل عناصر الإنقاذ الفلسطينيون انتشال جثامين الضحايا من تحت الأنقاض، في وقتٍ تعمل فيه حماس على البحث عن رفات الرهائن الإسرائيليين لتسليمهم إلى الصليب الأحمر الدولي، تطبيقًا لبنود الهدنة المتعثرة.
0 تعليق