في تطور غير مسبوق، خرج جواز السفر الأمريكي للمرة الأولى في تاريخه من قائمة أقوى 10 جوازات سفر في العالم، وفقًا لتصنيف عالمي حديث لمؤشر "هينلي" المعتمد على عدد الدول التي يمكن لحاملي الجواز دخولها دون تأشيرة.
هذا التراجع أثار موجة من التساؤلات حول الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة، صاحبة النفوذ السياسي والاقتصادي الأكبر عالميًا، تخسر مكانتها في مجال حرية السفر والتنقل الدولي.
من القمة إلى المركز 12
قبل عقد من الزمان فقط، كان جواز السفر الأمريكي من بين الأقوى عالميًا، يسمح لحامليه بدخول أكثر من 180 دولة بدون تأشيرة.
أما اليوم، فقد تراجع إلى المرتبة الثانية عشرة عالميًا، بعد أن تقدمت عليه دول مثل اليابان، سنغافورة، ألمانيا، وإسبانيا، التي تمنح جوازاتها لحامليها حرية دخول تفوق 190 دولة.
ويرى خبراء أن هذا الانخفاض يعكس تغيرات جيوسياسية وتراجع الثقة المتبادلة بين الولايات المتحدة وعدد من الدول، إضافةً إلى سياسات الهجرة الصارمة التي انعكست سلبًا على سمعة الجواز الأمريكي.
ما الأسباب وراء التراجع؟
تعددت التحليلات حول أسباب هذا التراجع، حيث أشار تقرير مؤشر "هينلي" إلى أن بعض الدول قللت من تسهيلات السفر لحاملي الجواز الأمريكي، بسبب عوامل سياسية وأمنية، وكذلك سياسات الدخول المشددة التي تطبقها واشنطن على زوارها.
كما لعبت المنافسة الآسيوية والأوروبية دورًا بارزًا في تغيير موازين التصنيف، إذ شهدت دول مثل كوريا الجنوبية، اليابان، وإيطاليا قفزات نوعية في اتفاقيات السفر الحرة.
من ناحية أخرى، يشير محللون إلى أن ارتفاع حالات الرفض أو التشديد في التأشيرات الأمريكية جعل بعض الدول تتخذ إجراءات مماثلة، ما أدى إلى تقليص الامتيازات المتبادلة.
مقارنة عالمية.. من يتصدر القائمة؟
تصدّر جواز السفر الياباني التصنيف العالمي من جديد، إلى جانب سنغافورة وألمانيا، حيث تتيح هذه الجوازات دخول أكثر من 194 دولة دون تأشيرة.
أما على الجانب الآخر، فجاءت دول مثل أفغانستان وسوريا واليمن في ذيل القائمة، بإمكانية دخول أقل من 30 دولة فقط دون تأشيرة.
مستقبل الجواز الأمريكي.. هل يعود إلى القمة؟
رغم التراجع الحالي، يرى محللون أن الولايات المتحدة قادرة على استعادة مكانتها في حال أعادت النظر في سياسات الهجرة والدبلوماسية، ووسّعت من اتفاقيات السفر المتبادل مع الشركاء الدوليين.
لكن يبقى السؤال: هل سيستعيد جواز السفر الأمريكي مجده السابق، أم أن عصر التفوق قد ولّى؟
0 تعليق