قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد الرز، إن التصريح الذي أدلى به الرئيس اللبناني جوزف عون حول إمكانية التفاوض غير المباشر مع الكيان الإسرائيلي، أثار تفاعلات واسعة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وأوضح الرز في تصريحات لـ"الدستور"، أن الرئيس عون ربط فكرة التفاوض بالتزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر الماضي، خصوصًا ما يتعلق بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، بما فيها التلال والمراكز السبع المحتلة، ووقف الاعتداءات الجوية والبحرية والبرية، إلى جانب إعادة الأسرى اللبنانيين.
إقرار خطة عون
وأضاف أن مجلس الوزراء اللبناني من المقرر أن يجتمع الخميس المقبل لإقرار خطة الرئيس عون، والتي تستند إلى ثلاث ركائز أساسية: اتفاق الهدنة لعام 1948 بين لبنان وإسرائيل، اتفاق ترسيم الحدود البحرية لعام 2021، والموقف العربي العام الداعي إلى تسويات شاملة في المنطقة.
وأشار الرز، إلى أن موقف الثنائي الشيعي من هذا التفاوض لا يزال قيد التبلور، لافتًا إلى أن الأجواء تشير إلى أمرين أساسيين: أولًا، أن الرئيس نبيه بري وإن لم يعلن موقفًا رسميًا بعد، إلا أنه لن يمانع في التفاوض وفق الشروط اللبنانية الداعية إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل ووقف الاعتداءات، وهو ما قد يفتح الطريق نحو إعادة إعمار الجنوب اللبناني.
حزب الله يتبنى موقفا أكثر تحفظًا
وتابع: “وثانيًا، أن حزب الله يتبنى موقفًا أكثر تحفظًا، إذ لن يعارض ولن يوافق صراحة، بل سيترك القرار للدولة اللبنانية، في ظل تسريبات تفيد بأنه لا ينوي خوض مواجهة عسكرية مع إسرائيل في المرحلة الراهنة”.
كما كشف الرز أن تفاهمًا غير معلن قد تم بين الحزب والرئاسة اللبنانية يقضي بأن يحتفظ حزب الله بسلاحه الخفيف فوق الأرض، بينما تتولى الدولة مهمة البحث عن السلاح الثقيل والصاروخي تحت الأرض ومصادرته، في خطوة قد تمهد لحصر السلاح بيد الجيش اللبناني، وتسقط هذه الورقة من يد إسرائيل وتضعها بيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والدول المانحة، تمهيدًا للمشاركة في إعادة إعمار لبنان.
0 تعليق