نائب محافظ بني سويف يشارك "متحدثا" في جلسة "الإمكانيات والفرص الاستثمارية"

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شارك بلال حبش نائب محافظ بني سويف، ”متحدثًا" في الجلسة الحوارية التي عقدت بقاعة مركز مؤتمرات الجامعة وتناولت موضوع "الإمكانيات والفرص الاستثمارية لتطوير قطاع النباتات الطبية والعطرية وصناعة الزيوت العطرية والعاملين بها"، ضمن فعاليات اليوم الثاني من المهرجان الرابع للنباتات الطبية والعطرية الذي تستضيفه المحافظة تحت شعار "بني سويف عاصمة النباتات الطبية والعطرية.. من مصر إلى العالم".

أوضح نائب المحافظ أن  بني سويف بقيادة الدكتور محمد هاني غنيم قد وضعت منذ ديسمبر عام 2020 استراتيجية محلية متكاملة شملت 6 قطاعات لوجستية وتنموية واقتصادية وخدمية، استهدفت تحسين جودة الحياة للمواطنين وتعظيم الاستفادة من الميزات النسبية التي تمتاز بها المحافظة.

 وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تم إعدادها على أسس علمية ودراسات تحليلية دقيقة، لتحديد أولويات التنمية واستغلال الموارد المتاحة بأفضل صورة ممكنة، وكان من ضمن هذه القطاعات قطاع الزراعة الذي تم إدراجه ضمن المشروعات التنموية الكبرى، ومنها مجال النباتات الطبية والعطرية وصناعة الزيوت العطرية، لما يمثله من أهمية اقتصادية واستراتيجية، إذ تمتلك بني سويف مقومات طبيعية ومناخية تميزها في هذا المجال.

وأضاف أن هذا الاهتمام توج بصدور قرار جمهوري رقم 111 لسنة 2022، والذي نص على تخصيص مساحة 147 فدانًا بمركز سمسطا لصالح المحافظة لإقامة منطقة استثمارية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية وصناعة الزيوت العطرية، بهدف جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في هذا القطاع الواعد، وتعزيز القيمة المضافة للمنتجات الزراعية. 

وأشار إلى أن المحافظة، بالتعاون مع مركز تحليل البيانات بمعهد التخطيط القومي، أعدت دراسة شاملة للمشروع تناولت جميع المراحل الإنتاجية من الزراعة إلى التصنيع والتسويق والتصدير، في إطار رؤية تهدف إلى تعظيم العائد الاقتصادي وتوفير فرص عمل مستدامة لأبناء المحافظة.

وأكد نائب المحافظ أنه تم إنشاء أول جمعية نوعية متخصصة لمزارعي النباتات الطبية والعطرية في بني سويف لتكون منصة للتعاون بين المزارعين والمؤسسات العلمية والتمويلية والقطاع الخاص، بما يسهم في دعم هذا النشاط الزراعي المتميز وتطوير قدرات العاملين به، كما قامت المحافظة بتزويد المنطقة الاستثمارية بالمرافق الأساسية اللازمة لبدء العمل، مع تنفيذ عدد من المشروعات النموذجية في مجالات التصنيع الزراعي، منها إنشاء أول مصنع لتجفيف الطماطم كنموذج ناجح لتعزيز سلاسل القيمة الزراعية.

وأشار نائب المحافظ إلى أن بني سويف شهدت أمس وضع حجر الأساس للمركز المتكامل للنباتات الطبية والعطرية، وهو مشروع رائد يشمل إنشاء معمل لتحليل متبقيات الحاصلات الزراعية يخدم جميع محافظات الصعيد، إلى جانب مركز للإرشاد الزراعي يهدف إلى تدريب المزارعين على أحدث التقنيات الزراعية والتكنولوجية، لضمان جودة المنتجات وتوافقها مع المعايير الدولية. وأوضح أنه يجري كذلك العمل على مقترح لإنشاء مدرسة متخصصة للنباتات الطبية والعطرية تعمل جنبًا إلى جنب مع معهد النباتات الطبية والعطرية، لتخريج كوادر فنية مدربة ومؤهلة تسهم في دعم الصناعة الوطنية ورفع مستوى الإنتاج الزراعي المتخصص.

واختتم بلال حبش مداخلته بالتأكيد على سير وسعي  بني سويف بخطى ثابتة نحو التحول إلى مركز إقليمي ودولي لصناعة النباتات الطبية والعطرية، مستفيدة من شراكاتها مع مختلف الوزارات والهيئات المحلية والدولية، مشيرًا إلى أن هذا القطاع يمثل أحد أهم محاور التنمية المستدامة التي تسعى الدولة إلى تعزيزها، نظرًا لارتباطه بصناعات استراتيجية مثل الأدوية ومستحضرات التجميل والعطور والصناعات الغذائية. 

وأضاف أن إقامة المهرجان تحت رعاية مجلس الوزراء المصري يعكس الاهتمام المتزايد من الدولة بتعزيز هذا القطاع الحيوي، كما يجسد نجاح الرؤية التنموية للمحافظ الدكتور محمد هاني غنيم الذي وضع لبنة التحول الحقيقي لجعل بني سويف عاصمة النباتات الطبية والعطرية.

من جانبه، أثنى الدكتور محمود أبو العنين رئيس وحدة الدراسات بالمركز القومي للتخطيط على الجهود الكبيرة التي تبذلها محافظة بني سويف في مجال تنمية قطاع النباتات الطبية والعطرية، مؤكدًا أن ما تحقق على أرض المحافظة يعكس رؤية واضحة وإرادة حقيقية لتوظيف الموارد الطبيعية والبشرية في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة. وأوضح أن المركز القومي للتخطيط، من خلال مركز بيت الخبرة "CDAC" التابع له يُعد حاليًا بالتعاون مع مركز تحليل البيانات، دراسة جدوى متكاملة لمشروع إقامة المنطقة الاستثمارية للنباتات الطبية والعطرية وصناعة الزيوت العطرية بمركز سمسطا.

وأشار إلى أن النباتات الطبية والعطرية تمثل أحد أهم مخرجات قطاع الزراعة على مستوى العالم، لما تتمتع به من استخدامات واسعة في الصناعات الدوائية والتجميلية والغذائية والعطرية، لافتًا إلى أن التحليلات والدراسات الاقتصادية الحديثة أظهرت أن حجم السوق العالمي للنباتات الطبية والعطرية بلغ في عام 2024 نحو 412.8 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى نحو 788.3 مليار دولار بحلول عام 2033، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 8.8%. وأوضح أن الدراسات التي أعدها المركز تناولت خريطة الأسواق العالمية في هذا المجال، وأهم الدول المستوردة والمصدرة، والنسبة التي تساهم بها مصر في الصادرات الدولية، إضافة إلى موقعها من التجارة العالمية في هذا القطاع، وما تحتاجه من تطوير في مجالات الجودة والتصنيع لزيادة حصتها التصديرية.

وبيّن أن محافظة بني سويف تحتل موقعًا متميزًا في هذا المجال، إذ تنتج ما يقرب من 46% من إجمالي الناتج المحلي المصري من النباتات الطبية والعطرية، مما يجعلها مؤهلة لتكون مركزًا محوريًا للتصنيع والتصدير. وأكد أن المشروع الجاري الإعداد له لإقامة منطقة استثمارية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية وصناعة الزيوت العطرية بمركز سمسطا يُعد مشروعًا ذا أهمية استراتيجية، لما يتمتع به من موقع جغرافي فريد يربط محافظات الصعيد بالمحافظات الزراعية في الوجه البحري، فضلًا عن قربه من الطرق والمحاور التنموية الجديدة، ما يجعله مؤهلًا ليكون منصة للتصنيع والتجارة الإقليمية والعالمية.

تناول طارق أبوبكر رئيس لجنة النباتات الطبية والعطرية بالمجلس التصديري، سبل زيادة الصادرات المصرية من هذا القطاع الحيوي، مشيرًا إلى أهمية التركيز على رفع جودة المنتج النهائي من خلال تطبيق المعايير الدولية في مراحل الزراعة والتجفيف والتعبئة، إضافة إلى توفير مساحات جديدة صالحة لزراعة النباتات الطبية والعطرية، وتشجيع المزارعين على الانضمام إلى الجمعيات التعاونية المتخصصة لتحقيق التكامل في سلاسل القيمة.

فيما استعرض الدكتور محمد عفيفي تناول مدير مشروع الدعم الفني بوزارة التنمية المحلية، في مداخلته جهود الدولة لتعزيز اللامركزية وتمكين المحافظات في إدارة مشروعاتها التنموية، مشيرًا إلى أن وزارة التنمية المحلية تولي اهتمامًا خاصًا بدعم التنمية الاقتصادية المحلية، وتعمل على توفير المساندة الفنية والإدارية للمحافظات في إعداد وتنفيذ استراتيجياتها التنموية، وبما يتوافق مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة. وأوضح أن محافظة بني سويف تمثل نموذجًا ناجحًا في تطبيق منهجية التخطيط التشاركي وربط التنمية المحلية بالفرص الاستثمارية الحقيقية، وهو ما ينعكس في التجربة الرائدة الخاصة بقطاع النباتات الطبية والعطرية.

وفي ختام الجلسة، تمت مناقشة عدد من التوصيات المهمة التي خرجت بها فعاليات هذه الجلسةالحوارية من المهرجان، حيث تم الاتفاق على ضرورة تعزيز التنسيق بين المحافظة ومحافظات الجوار لمزيد من تبادل الخبرات وتحقيق التكامل الإقليمي في هذا القطاع، إضافة إلى تشكيل لجنة دائمة لتنظيم مهرجان النباتات الطبية والعطرية بالمحافظة بشكل سنوي ليكون فعالية مستقلة ومتجددة تستمر في دعم هذا المجال بعيدًا عن دورات المهرجان العامة ونسخه المتتابعة،

كما كلف نائب المحافظ الجهات المختصة من مديرية الزراعة ومعهد بحوث سدس ومعهد النباتات الطبية والعطرية بإعداد دراسة متكاملة حول مقترح تحسين الوراثة للنباتات الطبية والعطرية بهدف تطوير السلالات المحلية وزيادة الإنتاجية وتحسين الجودة، بما يتماشى مع المتطلبات التصديرية والأسواق العالمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق