أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الأحد، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة ووقف إدخال المساعدات الإنسانية حتى إشعار آخر، وذلك بعد اتهام حكومته لحركة حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.
ونقل الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد عن مسؤول حكومي كبير قوله إن القرار جاء "ردًا مباشرًا على خرق حماس للهدنة"، بينما كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن المستوى السياسي تبنّى توصية الجيش بوقف إدخال المساعدات فورًا.
تأييد داخلي للقرار ومطالب بتصعيد الحرب
رحّب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بقرار نتنياهو، واعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح، قائلاً: "أُثني على قرار رئيس الوزراء بوقف المساعدة الإنسانية لقطاع غزة... هذه المساعدات لا ينبغي أن تُستأنف، نعم للحرب — وفي أقرب وقت".
ويعكس هذا التصريح الموقف المتشدد داخل الحكومة الإسرائيلية التي تتعرض لضغوط من أطراف يمينية تطالب باستئناف العمليات العسكرية بشكل واسع ضد قطاع غزة.
غارات جديدة واتهامات متبادلة
وجاء القرار الإسرائيلي بالتزامن مع إعلان الجيش تنفيذ سلسلة غارات جديدة على جنوب قطاع غزة مساء الأحد، قال إنها استهدفت مواقع تابعة لحركة حماس "ردًا على انتهاكات متكررة لوقف إطلاق النار".
في المقابل، نفت حماس مسؤوليتها عن أي خرق للاتفاق، وأكدت على لسان عضو مكتبها السياسي عزت الرشق أن الحركة "ملتزمة بوقف إطلاق النار"، متهمة إسرائيل بـ"اختلاق ذرائع لتبرير استمرار عدوانها وارتكاب جرائم جديدة ضد المدنيين".
واشنطن تتحرك لمنع انهيار الاتفاق
وفي ظل هذا التصعيد، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي أن إدارة دونالد ترامب تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لاحتواء التوتر ومنع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار. ونقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله إن واشنطن "حثّت إسرائيل على الرد بشكل متناسب مع ضبط النفس"، مؤكدة أن أي تصعيد جديد قد يهدد استقرار المنطقة بأكملها.
تحركات إقليمية لاحتواء الموقف
إلى جانب المساعي الأميركية، تعمل كل من مصر وقطر وتركيا على التواصل مع حركة حماس لمحاولة تهدئة الأوضاع ومنع تجدد المواجهات. وتأتي هذه التحركات في وقت يسود فيه القلق الإقليمي والدولي من أن تؤدي التطورات الأخيرة إلى نسف الجهود التي أُنجزت خلال الأسابيع الماضية لإقرار وقف دائم لإطلاق النار بين الجانبين.
بينما تتصاعد الغارات ويُغلق شريان الحياة الإنساني لغزة، تبدو فرص استمرار الهدنة على المحك، وسط مخاوف من انزلاق جديد نحو مواجهة مفتوحة تُعيد القطاع إلى دائرة النار والمعاناة.
0 تعليق