خبير مناخ يحذر: تركيز ثاني أكسيد الكربون تجاوز الحدود بـ 425 جزءاً

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبت 18/أكتوبر/2025 - 10:33 ص 10/18/2025 10:33:26 AM

ثاني أكسيد الكربون
ثاني أكسيد الكربون

قال خبير التغيرات المناخية والبيئية أحمد غديرة إن العالم يشهد اليوم ارتفاعًا غير مسبوق في تركيزات ثاني أكسيد الكربون، حيث وصلت النسبة إلى 425 جزءًا من المليون، بزيادة 140 جزءًا عن بداية الثورة الصناعية، وهو ما يفوق بكثير الحدود الطبيعية التي كانت تفصل بين العصور الجليدية والدافئة، والتي لم تتجاوز تاريخيًا 80 إلى 100 جزء من المليون.
وأوضح خلال مداخلة ببرنامج "صباح جديد"، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، أن هذا الارتفاع الخطير أدى إلى ما يُعرف بـ"المفعول الرجعي الإيجابي"، أي أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يؤدي إلى ذوبان الجليد، مما يقلل من قدرة الكوكب على امتصاص الحرارة، ويزيد بالتالي من درجة الاحترار، فيدخل المناخ في حلقة مفرغة تسرّع وتيرة الضرر البيئي والاقتصادي، وتؤثر على جودة الحياة والمنظومات البيئية كافة.
وأشار غديرة إلى أن النظم البيئية الطبيعية مثل الغابات والغابات البحرية والأعشاب البوزيتونية والشعاب المرجانية لم تعد قادرة على تحمل ارتفاع الحرارة، مؤكدًا أن هذه الموائل كانت تمثل خزانات حقيقية للكربون، لكن فقدانها يعني انبعاث كميات هائلة من الكربون المخزن منذ آلاف السنين، ما يزيد من تراكم الغازات الدفيئة في الجو.
وأضاف أن البحر الأبيض المتوسط سجل هذا العام درجات حرارة تجاوزت 30 درجة مئوية، وهو ما أدى إلى أضرار مباشرة في الشعاب المرجانية والعشب البحري، في مؤشر على هشاشة النظم البيئية أمام التغير المناخي المتسارع.
وانتقد غديرة غياب الاستجابة السياسية الفعلية من الدول الكبرى، مشيرًا إلى أن بعض القادة، ومن بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما زالوا يشككون في حقيقة التغير المناخي، رغم اقتناع الشعوب والعلماء بخطورته، مضيفًا أن هذا الإنكار السياسي يعطل الجهود العالمية الرامية إلى إنقاذ الكوكب.


ولفت إلى أن المجتمع الدولي لم يلتزم بعد بتعهداته المالية، إذ فشل في توفير 100 مليار دولار سنويًا لمواجهة آثار التغير المناخي، رغم الوعود التي أُطلقت منذ عام 2015، بينما اتفقت الدول النامية مؤخرًا في مؤتمر كوب 28 على ضرورة رفع التمويل إلى 300 مليار دولار، دون تحقيق تقدم فعلي حتى الآن.
وأكد غديرة أن الأرض تشهد اليوم الفترة السادسة من الانقراض البيولوجي، مع تزايد الكوارث الطبيعية من حرائق وفيضانات وأعاصير وزلازل، مشيرًا إلى أن الأعاصير أصبحت أكثر قوة بثلاث مرات مما كانت عليه خلال العقد الماضي، كما باتت الكوارث أكثر تواترًا وشدة في مناطق عدة من العالم، بينها البحر الأبيض المتوسط، حيث تتناوب الفيضانات والجفاف بشكل غير منتظم.
وشدد على أن أزمة المناخ لم تعد مسألة مستقبلية، بل واقع يعيشه العالم اليوم، داعيًا إلى تحرك سياسي عاجل لإنقاذ ما تبقى من توازن الكوكب قبل فوات الأوان.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق