تحولت فكرة الزواج عبر الإنترنت من مجرد تجربة محدودة إلى واقع رقمي متكامل، بعد أن أطلقت حكومة أبوظبي خدمة إلكترونية جديدة تتيح للأشخاص من أي مكان في العالم عقد قرانهم وتنظيم حفل زفاف افتراضي بالكامل عبر الإنترنت. تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية التحول الرقمي الشامل التي تتبناها الإمارة لتسهيل الخدمات الحكومية وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار التقني.
زواج من أي مكان في العالم
وفقًا لتصريحات محمد العسكر، المدير العام لمنصة "تم" التابعة لحكومة أبوظبي، فإن الخدمة الجديدة تتيح لأي شخص، بغض النظر عن جنسيته أو مكان إقامته، إتمام عقد الزواج إلكترونيًا دون الحاجة إلى زيارة أبوظبي.
وقال العسكر خلال مشاركته في معرض "جيتكس للتكنولوجيا" في دبي إن “الخدمة متاحة للجميع، وكل من يرغب بالزواج في أبوظبي يمكنه القيام بذلك من خلال التطبيق بسهولة تامة”.
إجراءات الزواج الإلكتروني
تتيح الخدمة الجديدة للمستخدمين تعبئة النماذج الإلكترونية وتحميل المستندات المطلوبة وإتمام كل المعاملات إلكترونيًا.
كما يمكن للمستخدمين حجز شخص يتولى إدارة مراسم الزواج وتنظيم حفل زفاف افتراضي عبر الإنترنت في غضون 24 ساعة فقط.
وتبلغ تكلفة الخدمة نحو 800 درهم (218 دولارًا)، وتشمل الدعم القانوني والتنظيمي الكامل لعقد الزواج.
متاحة للمواطنين والمقيمين وغير المقيمين
تستهدف الخدمة جميع الفئات، بما في ذلك المواطنين الإماراتيين، والمقيمين الأجانب، وحتى غير المقيمين الذين يمكنهم تعيين محامٍ أو ممثل قانوني داخل الدولة لإتمام الإجراءات نيابة عنهم.
وتُعد الإمارات الدولة الخليجية الوحيدة التي تتيح الزواج غير الديني، وهو خيار متاح للأجانب فقط، ما يجعل الخدمة جذابة للراغبين في إبرام عقود زواج مدنية معترف بها دوليًا.
ريادة رقمية في الخدمات الحكومية
كانت الإمارات قد سمحت خلال جائحة كوفيد-19 بإقامة مراسم الزواج إلكترونيًا للمقيمين داخل الدولة، لكن النسخة الجديدة من مشروع "زواج أونلاين" تمثل توسعًا كبيرًا يشمل العالم بأسره.
ويُعد هذا الإطلاق إضافة نوعية إلى تطبيق "تم" الذي يوفر أكثر من 1000 خدمة حكومية إلكترونية، ويعكس التزام أبوظبي بتوظيف التكنولوجيا لتسهيل حياة الأفراد وتعزيز تجربة المستخدم الرقمية.
مستقبل الزواج في العصر الرقمي
يمثل إطلاق خدمة "زواج أونلاين" في أبوظبي خطوة رائدة نحو إعادة تعريف مفهوم الزواج في العصر الرقمي، حيث تجمع بين السهولة، والسرعة، والمرونة القانونية، مع الحفاظ على الطابع الإنساني والاحتفالي للمناسبة عبر حفلات زفاف افتراضية تفاعلية.
ويُتوقع أن تُحدث هذه التجربة تحولًا عالميًا في طرق توثيق الزواج، خاصة للأزواج الذين تفصلهم المسافات أو تعيقهم الظروف الجغرافية والسياسية، لتصبح أبوظبي بذلك نموذجًا يحتذى في دمج التكنولوجيا بالخدمات الاجتماعية والقانونية.
0 تعليق