قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه أرسل أكثر من 130 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة منذ أن توصلت حركة حماس وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
تخفيف معاناة المدنيين بعد عامين من الحرب
ويهدف الاتفاق إلى تخفيف معاناة المدنيين بعد نحو عامين من الحرب التي خلفت دماراً واسعاً في القطاع المحاصر، غير أن المؤشرات الأولى كشفت عن توترات تهدد استمرار الهدنة.
فقد أعلنت إسرائيل أن تدفق المساعدات الإنسانية الأساسية إلى غزة سيُخفض إلى النصف، كما أن معبر رفح الحدودي مع مصر وهو المنفذ الرئيسي لدخول الإمدادات – لن يُفتح اليوم الأربعاء كما كان مخططاً.
وزعمت تل أبيب هذا القرار باتهام حركة حماس بعدم الالتزام ببنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي، قائلة إن الحركة تأخرت في إعادة جثامين الرهائن الإسرائيليين الذين قضوا خلال فترة القتال.
إلا أن إسرائيل تراجعت عن هذا القرار يوم الأربعاء، بعد ضغوط من الوسطاء الإقليميين والدوليين الذين حذروا من أن أي تعطيل لتدفق المساعدات سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية داخل القطاع.
ويعد برنامج الأغذية العالمي من أبرز الجهات الأممية العاملة في غزة، إذ يوفر المواد الغذائية الأساسية للأسر المتضررة من الحرب، وخاصة في مخيمات النازحين التي امتلأت بمئات الآلاف من المدنيين الفارين من القتال.
وقال مسؤول في البرنامج إن القوافل التي وصلت مؤخراً تحمل مواد غذائية، وطحيناً، ومياهاً، وإمدادات طبية عاجلة، مشيراً إلى أن الشاحنات دخلت من معبري كرم أبو سالم ورفح بالتنسيق مع السلطات المصرية.
وأضاف أن الأولوية حالياً هي توصيل المساعدات إلى شمال القطاع، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب.
ويخشى مراقبون أن يؤدي أي انهيار للهدنة إلى وقف دخول المساعدات مجدداً، ما سيؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر. ووفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن نحو 80% من سكان غزة يعتمدون حالياً على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة.
ورغم التحديات الأمنية واللوجستية، أكدت الأمم المتحدة التزامها بتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية ودعت الطرفين إلى التمسك بالاتفاق وتهيئة الظروف لاستمرار الهدوء.
وتواصل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية محاولاتها لتثبيت وقف النار وتخفيف الأزمة المتفاقمة، في وقت تحذر فيه تقارير إنسانية من أن أي انتكاسة جديدة قد تعيد غزة إلى حافة المجاعة والانهيار الكامل.
0 تعليق