بعد تعيينه رئيسا لأركانها.. من هو يوسف المداني المؤسس الثاني للجناح العسكري للحوثيين؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد إعلان مقتل محمد عبدالكريم الغماري بغارات إسرائيلية، أعلنت مليشيات الحوثي عنه تعيين يوسف حسن المداني (49 عامًا) رئيسًا لهيئة الأركان العامة، ليخلف معلمه وصديقه المقرب. 

ويُعدّ المداني أحد أبرز القادة العسكريين داخل الجماعة، وصهر زعيمها عبدالملك الحوثي، كما أنه من المقربين إلى قائد "فيلق القدس" الإيراني الراحل قاسم سليماني، الذي اختاره ليكون "حلقة الوصل بين الحوثيين والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني".

أدرجه مجلس الأمن الدولي عام 2021 ضمن قائمة العقوبات، فيما صنّفته الولايات المتحدة إرهابيًا في العام نفسه.

من صعدة إلى طهران وبيروت

ينحدر المداني من أسرة إمامية استوطنت مديرية مستبأ بمحافظة حجة شمال اليمن، وكان من أوائل من التحقوا بالتدريبات العسكرية في إيران وجنوب لبنان. تلقى هناك تدريبًا مكثفًا على أيدي خبراء حزب الله، بترشيح مباشر من القيادي البارز عماد مغنية، الذي أوصى بتواصله مع قاسم سليماني.

تطورت العلاقة بين الرجلين حتى أصبح المداني الذراع الميدانية لسليماني في اليمن، خصوصًا في الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر، حيث أشرف على تهريب الأسلحة وتدريب الكتائب القتالية، تحت مسمى "كتائب المندب"، بتمويل وتسليح مباشر من الحرس الثوري الإيراني.

 

المؤسس الثاني للجناح العسكري

يُوصف يوسف المداني بأنه المؤسس الثاني للجناح العسكري للحوثيين بعد مقتل حسين بدر الدين الحوثي عام 2004.

وفي أعقاب مقتل المؤسس الأول، نشب صراع داخلي على القيادة بين المداني والقيادي البارز عبدالله الرزامي، انتهى بتعيين عبدالملك الحوثي زعيمًا للجماعة بقرار من والده بدر الدين الحوثي.

ورغم خسارته معركة الزعامة، فرض المداني نفسه كأحد أبرز العقول العسكرية للجماعة، وظل يحتفظ بموقعه داخل القيادة العليا إلى جانب شقيقه طه المداني الذي قُتل في غارة للتحالف عام 2015.

تهميش مؤقت وصعود متجدد

في سبتمبر 2014، وقبيل سقوط صنعاء، قرر زعيم المليشيات إقصاء المداني من قيادة عملية اجتياح العاصمة، مفضلًا تعيين شقيقه عبدالخالق الحوثي.

 ورغم ذلك، أسندت إليه لاحقًا مناصب أمنية رفيعة، بينها نائب رئيس اللجنة الأمنية العليا ثم رئيسها برتبة لواء، غير أن تلك التعيينات اعتُبرت "ترضية شكلية" أبعدته عن مراكز القرار الحقيقية في صنعاء.

لكن مع مقتل صالح الصماد عام 2018، استعاد المداني نفوذه تدريجيًا، خاصة في المناطق الغربية من اليمن، حيث تولى قيادة ما تُعرف بـ"المنطقة العسكرية الخامسة" الممتدة من ميدي والحديدة إلى باب المندب والمخا غربي تعز.

رجل إيران في البحر الأحمر

تُجمع مصادر استخباراتية على أن المداني هو رأس الحربة الإيرانية في البحر الأحمر، حيث عمل بإشراف مباشر من قاسم سليماني على بناء قدرات الحوثيين البحرية والصاروخية، وقيادة الهجمات التي استهدفت الملاحة الدولية.

وقد أوكل إليه سليماني مهمة تنسيق العمليات الميدانية بين الحوثيين وخبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، لتوسيع نفوذ طهران عبر الممرات البحرية الحيوية.

"مهندس الحروب" الذي لا يختفي

نال يوسف المداني لقب "مهندس الحروب" بسبب دوره الحاسم في معارك صعدة والحديدة والساحل الغربي، وقدرته على إدارة العمليات المعقدة وتجنيد المقاتلين وفق عقيدة طائفية مستوردة من إيران.

ورغم محاولات زعيم الحوثيين تهميشه في مراحل سابقة، فإن علاقته الوثيقة بـ"الحرس الثوري" الإيراني أعادته إلى الواجهة مجددًا، حتى تم تعيينه في 16 أكتوبر 2025 رئيسًا لهيئة الأركان العامة خلفًا للغماري.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق