في مشهد يعكس فخر الدولة المصرية بما تحقق من إنجازات حضارية، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، اجتماعًا موسعًا داخل المتحف المصري الكبير، لمتابعة اللمسات النهائية لاحتفالية الافتتاح الرسمي بحضور نخبة من القيادات والمسؤولين عن التنظيم والإشراف الفني والإعلامي للحدث.
حضر الاجتماع كل من شريف فتحي وزير السياحة والآثار، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، واللواء عاطف مفتاح المشرف العام الهندسي لمشروع المتحف والمنطقة المحيطة، إلى جانب محمد السعدي عضو مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والمشرف العام على الاحتفالية.
ثقة كاملة في الشباب المصري
وفي مستهل الاجتماع، أعرب رئيس الوزراء عن ثقته المطلقة في قدرات الفريق القائم على تنظيم الاحتفالية، الذي تقوده الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مؤكدًا أن "العالم بأسره يترقب هذا الحدث الفريد"، وأن "شباب مصر قادر على إبهار العالم بما يمتلكه من إبداع وتميّز".
وأشار مدبولي إلى أن القائمين على الاحتفال سبق أن أثبتوا كفاءتهم العالية في تنظيم فعاليات ضخمة مثل موكب نقل المومياوات الملكية وافتتاح طريق الكباش، مضيفًا "لدينا فريق عمل وطني نفخر به.. يعمل بدقة واحتراف ليُخرج هذا الحدث في أبهى صورة تليق بمكانة مصر وحضارتها".
استعدادات فنية وتنظيمية على أعلى مستوى
وأكد رئيس الوزراء أنه تابع بنفسه تفاصيل التجهيزات الخاصة بالفعاليات والعروض الفنية والاستعراضات التي ستُقدَّم خلال الاحتفال، مشيرًا إلى أن جميع عناصر العمل، من الإضاءة والصوت والتصميم والإخراج الفني، تم تنفيذها بأحدث التقنيات العالمية، ليخرج الحفل بصورة تُجسد تلاقي الماضي العريق مع الحاضر المتطور.
وأضاف مدبولي أن الاحتفال من المتوقع أن يشاهده أكثر من ملياري إنسان حول العالم، مشيرًا إلى أن سفارات مصر في الخارج ستبث الحدث مباشرة عبر رابط إلكتروني موحد، في تأكيد جديد على أن المتحف المصري الكبير ليس فقط مشروعًا أثريًا، بل واجهة حضارية عالمية لمصر الحديثة.
إشادة خاصة بمحمد السعدي وفريقه
وخلال تفقده بروفات الاستعراضات الفنية، وجه الدكتور مصطفى مدبولي الشكر لمسؤلي الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية
وقدم أيضا الشكر إلى الأستاذ محمد السعدي وفريق عمله، لما بذلوه من جهد غير مسبوق في التنظيم والتحضير، معبرًا عن تطلعه لأن يرى العالم القدرات الإبداعية والتنظيمية للشباب المصري.
وقال مدبولي، "لسنا فقط نُظهر الكنوز الأثرية، بل نُظهر للعالم أن لدينا شبابًا قادرًا على القيادة والإبداع والتنظيم بمستوى عالمي.
وبدوره، أعرب محمد السعدي عن امتنانه لتشجيع رئيس الوزراء ودعمه المتواصل، مؤكدًا أن تلك المتابعة الميدانية من الحكومة تمثل حافزًا كبيرًا لفريق العمل لمضاعفة الجهد من أجل تقديم حفل استثنائي يليق باسم مصر وحضارتها.
حدث استثنائي لتسويق مصر عالميًا
وأكد السعدي أن احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير تمثل "فرصة ذهبية لتسويق الدولة المصرية عالميًا"، ليس فقط على الصعيد السياحي، بل أيضًا اقتصاديًا وثقافيًا، مشيرًا إلى أن جميع عناصر العرض — من الأزياء والموسيقى والإضاءة إلى المحتوى المرئي — من تصميم وإبداع كفاءات مصرية شابة.
وأضاف"هدفنا أن يصل صوت مصر للعالم بأسره.. وأن يرى الجميع جمال تاريخها وروعة حاضرها، في احتفالية تجمع بين الأصالة والتطور."
المتحف المصري الكبير.. رسالة مصر الجديدة إلى العالم
إن افتتاح المتحف المصري الكبير لا يُعد مجرد حدث ثقافي أو أثري، بل علامة فارقة في مسيرة مصر الحديثة، تجسد عبقرية المكان والإنسان، وتُظهر للعالم أن الحضارة المصرية التي أبهرت البشرية في الماضي، قادرة اليوم على أن تبهرها من جديد بروح الشباب والتكنولوجيا والإبداع.
وبين جدران هذا الصرح العملاق، تتجلى رسالة مصر الخالدة: أن التاريخ لا يُحفظ في الحجر فقط، بل يُصنع بالعمل، ويُروى بالإصرار، وتُكتَب صفحاته بأيدي أبنائها الذين لا يعرفون المستحيل.
0 تعليق