قال د.محمد أبو النور، أمين شباب حزب الإصلاح والنهضة، إن اقتراب "قافلة الصمود" التي انطلقت من تونس وتحمل قرابة 3000 شخص من الجنسيّتين التونسية والجزائرية من الحدود الغربية لمصر، يثير العديد من التساؤلات المشروعة، خاصة في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة والدور المحوري الذي تلعبه مصر شعبًا وجيشًا وقيادة في الدفاع عن القضية الفلسطينية منذ عام 1948.
يطرح علامات استفهام
وأكد أبو النور أن توقيت تحرك القافلة يطرح علامات استفهام، خصوصًا بعد ما يقرب من عام كامل على سيطرة الاحتلال على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وتعليق حركة المسافرين ووقف دخول المساعدات، في الوقت الذي تبذل فيه مصر جهودًا دبلوماسية وسياسية ضخمة لتمرير المساعدات المحملة على الجانب المصري من المعبر، وسط تخاذل واضح من كثير من الأشقاء في دعم تلك الجهود.
دفعت ثمنًا باهظًا
أشار إلى أن مصر، التي دفعت ثمنًا باهظًا بسبب مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، لم تجد من بعض الأشقاء العرب الدعم الكافي، لا على مستوى الضغط الدولي، ولا في المحافل الإقليمية والدولية، بل وواجهت اتهامات جائرة من أطراف تجاهلت الحقائق على الأرض، والمخاطر الأمنية التي تواجهها الدولة جراء وجود ميليشيات مسلحة على حدودها الغربية والشرقية.
تساءل أبو النور: لماذا تأتي هذه القافلة الآن؟ ولماذا تقتصر على التحرك الشعبي دون غطاء رسمي واضح؟ وما هي الضمانات لأمن مصر وحدودها في حال دخول هذا العدد الكبير من الأشخاص غير المعروفة انتماءاتهم أو أهدافهم؟ وهل تتحمل مصر مسؤولية التعامل مع أي صدام قد يحدث على الجانب الآخر من الحدود كما حدث مع سفينة "مادلين" التي صادرتها إسرائيل واعتقلت من على متنها؟
وشدد أمين الشباب على أن مصر لا تزايد في مواقفها، بل تحملت عبء القضية الفلسطينية لعقود، ودافعت عنها في الحروب والمحافل، ودفعت أثمانًا اقتصادية وأمنية باهظة دون أن تبتز أحدًا أو تتاجر بمعاناة الأشقاء. وأضاف: "مصر اليوم تخوض معركة الدفاع عن الأرض والمقدسات، وعن الحق الفلسطيني، في ظل توازنات دولية معقدة وتخلي البعض عن مسؤولياتهم القومية".
واختتم أبو النور تصريحه قائلًا: "لا ينبغي لأحد أن يلوم على مصر تمسكها بسيادتها وأمنها القومي ورؤيتها لمصلحة القضية الفلسطينية، فهي تدافع عن الحق والأمن القومي العربي بشرف، بينما قلّ من يدافع عنه