دليلك الكامل للتعامل مع نزلة البرد.. من ظهور الأعراض الأولى حتى التعافي التام

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في صباح شتوي بارد، قد تبدأ القصة بعطسة خفيفة أو إحساس مزعج في الحلق، لتكتشف لاحقًا أنك في مواجهة مع أحد أكثر الأمراض شيوعًا حول العالم، وهي نزلات البرد. ورغم أنها غالبًا ما تُصنف كعدوى خفيفة، فإن إهمالها قد يؤدي أحيانًا إلى مضاعفات صحية غير متوقعة، خاصة لدى الأطفال وكبار السن.

ووفقًا لتقارير طبية منشورة على مواقع صحية متخصصة، تُعد نزلات البرد أكثر أنواع العدوى الفيروسية انتشارًا بين البشر، حيث تبدأ الأعراض عادة بعد يومين من التعرض للفيروس، وتصل إلى ذروتها خلال أربعة أيام، ثم تبدأ في التراجع التدريجي خلال فترة تتراوح بين أسبوع و10 أيام.

المرحلة الأولى: بداية الأعراض

في الأيام الأولى من الإصابة، تظهر الأعراض بشكل تدريجي، حيث يشعر المصاب بالتهاب خفيف في الحلق، عطس متكرر، وإحساس بثقل في الرأس، إلى جانب سيلان أو انسداد الأنف. في هذه المرحلة، يكون الفيروس قد بدأ بالانتشار داخل الأغشية المخاطية للجهاز التنفسي العلوي.

وينصح الأطباء هنا بالتركيز على الراحة التامة، والإكثار من تناول السوائل الدافئة، لأن الجسم يعتمد بشكل أساسي على جهاز المناعة لمحاربة الفيروس، دون الحاجة إلى تدخل دوائي مباشر.

المرحلة الثانية: ذروة نزلة البرد

بين اليوم الثالث والخامس، تصل نزلة البرد إلى ذروة الأعراض، حيث يزداد احتقان الأنف، ويظهر السعال، مع بحة في الصوت وإجهاد عام. وغالبًا ما يتغير لون المخاط من شفاف إلى أصفر أو أخضر، وهو أمر طبيعي يعكس استجابة الجهاز المناعي، وليس بالضرورة دليلًا على وجود عدوى بكتيرية.

وخلال هذه المرحلة، يُنصح باستخدام محاليل الأنف الملحية لتخفيف الاحتقان، مع تجنب التعرض للهواء البارد أو المكيفات، والابتعاد تمامًا عن التدخين، لما له من تأثير سلبي على الجهاز التنفسي.

المرحلة الثالثة: بداية التعافي

بدءًا من اليوم السادس، تبدأ أعراض نزلة البرد في الانحسار تدريجيًا، حيث يتحسن التنفس وتختفي الحمى إن وُجدت، بينما قد يستمر السعال لفترة أطول نتيجة تهيج الشعب الهوائية.

ويساعد في هذه المرحلة الحفاظ على ترطيب الجسم، وتناول المشروبات الدافئة مثل الزنجبيل والنعناع، التي تساهم في تهدئة الحلق وتسريع عملية التعافي.

متى لا تكون الأعراض مجرد نزلة برد؟

في بعض الحالات، قد تستمر الأعراض لفترة أطول من المعتاد أو تتفاقم بشكل ملحوظ. فإذا تجاوزت الأعراض 10 أيام دون تحسن، أو صاحبها ألم في الوجه وضغط حول العينين والجبهة، فقد يكون ذلك مؤشرًا على التهاب الجيوب الأنفية.

أما إذا كانت الأعراض مصحوبة بحكة شديدة في العين وسيلان مائي مستمر، فقد تكون الحالة حساسية موسمية وليست عدوى فيروسية، وهو ما يستدعي تشخيصًا دقيقًا لتجنب تناول أدوية غير مناسبة.

الفرق بين نزلة البرد والإنفلونزا وكوفيد-19

رغم تشابه الأعراض، إلا أن هناك فروقًا جوهرية بين نزلات البرد والإنفلونزا. فالإنفلونزا تظهر بشكل مفاجئ وقوي، مع ارتفاع شديد في الحرارة وآلام حادة في العضلات والمفاصل، بينما تتطور نزلة البرد تدريجيًا وتكون أعراضها أخف.

أما فيروس كوفيد-19، فيتميز بأعراض إضافية مثل فقدان حاستي الشم والتذوق، أو اضطرابات في الجهاز الهضمي، ما يستدعي استشارة الطبيب وإجراء الفحوص اللازمة فورًا.

كيف تحمي نفسك من نزلات البرد؟

تعتمد الوقاية من نزلات البرد على مجموعة من العادات الصحية البسيطة، في مقدمتها غسل اليدين بانتظام، وتجنب لمس الوجه، وتهوية الأماكن المغلقة، إلى جانب تقوية المناعة من خلال التغذية السليمة الغنية بفيتامين C.

كما يُنصح بالحصول على قسط كافٍ من النوم وتجنب الإجهاد، إذ تُعد المناعة الضعيفة المدخل الرئيسي للإصابة بالعدوى الفيروسية، خاصة خلال فصل الشتاء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق