ضوابط متعددة للحرب الشاملة

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
في الأيام الأخيرة، عاد الحديث عن احتمال مواجهة عسكرية جديدة في المنطقة، مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية التي تشير إلى أن الأمور قد تتبدل نهاية الشهر الحالي. هذا التوتر لا يأتي من فراغ، بل من مسار طويل من التهديدات غير المباشرة او الانتهاكات، وحرب أعصاب مستمرة منذ أشهر بين تل أبيب و" حزب الله"، ومعها واشنطن التي تراقب وتشارك في الحسابات من بعيد وقريب.

Advertisement


الفكرة الأساسية التي بدأت تترسخ لدى كثير من المتابعين هي أن أي الحرب قد تكون ضرورة، وإذا اندلعت فعلا، قد لا تكون طويلة. المنطق خلف هذا التقدير يرتبط بعدة عوامل. أولاً، جميع الأطراف اليوم مرهقة اقتصادياً وسياسياً. إسرائيل غارقة في أزمة داخلية غير مسبوقة، وجبهتها الشمالية مفتوحة من دون قدرة واضحة على الحسم، بينما واشنطن غير مستعدة لتورط واسع في منطقة مشتعلة بالكامل. في المقابل، فان المقاومة أثبتها خلال الشهور الماضية انها ليست في موقع البحث عن حرب مفتوحة، بل يريد تثبيت قواعد اشتباك تمنع فرض واقع جديد على الحدود.

ثانياً، أي عملية عسكرية واسعة ستسبب ضغطاً دولياً سريعاً لوقف النار، خصوصاً مع التجارب الأخيرة في غزة التي أظهرت حجم الاهتمام العالمي وتأثير الرأي العام. وهذا يعني أن أي مواجهة لن يكون لديها فرصة لتتحول إلى حرب استنزاف طويلة كالتي عرفتها المنطقة سابقاً.

مع ذلك، لا يمكن تجاهل أن التهديدات الإسرائيلية هذه المرة تحمل نبرة جدية. الحديث عن تغيير الوضع القائم، وربط الملفات ببعضها، يوحي بأن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تبحث عن مخرج سياسي وعسكري يرفع عنها الضغط الداخلي. لكنها في الوقت نفسه تعلم أن الدخول في مغامرة من دون نتائج واضحة سيكون مكلفاً جداً على المستوى السياسي.

أما لبنان، فهو يعيش بين حدين: من جهة هناك إصرار رسمي على تجنب الحرب وحماية الداخل، ومن جهة أخرى هناك واقع أمني لا يمكن القفز فوقه ولا حل له سوى الحرب. أي تصعيد كبير يعني دخول البلد في مرحلة جديدة لن تكون سهلة، لكن هناك إحساس لدى كثيرين بأن المرحلة الحالية هي لشد الحبال فقط.

تقف المنطقة اليوم على حافة خيارات صعبة. التهديدات مستمرة، التحذيرات تتصاعد، والمهلة الزمنية تضيق. لكن رغم ذلك، يبقى الاحتمال الأكبر أن أي مواجهة إذا حصلت، ستكون قصيرة، نتيجة ميزان القوى والحسابات الدولية، وربما لأن الجميع يدركون أن الانفجار الكبير ليس حدثاً يمكن التحكم بنتائجه بسهولة في زمن الفوضى الإقليمية الحالية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق