مع اقتراب فصل الشتاء، يشعر كثيرون بانخفاض الحافز، والتعب النفسي، وحتى الرغبة في الانعزال عن الحياة اليومية، هذه الأعراض قد تتراوح بين مجرد كآبة الشتاء العابرة إلى الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، وهو شكل من الاكتئاب المرتبط بالفصول.
في هذا المقال، نستعرض أسباب وأعراض هذا الاضطراب، طرق تشخيصه، وأهم النصائح للوقاية والعناية الذاتية.
ما هو الاضطراب العاطفي الموسمي؟
الاضطراب العاطفي الموسمي هو نوع فرعي من الاكتئاب الشديد، يظهر بشكل دوري مع تغير الفصول، وغالبًا يبدأ في الخريف ويستمر طوال الشتاء، قبل أن يتحسن تدريجيًا مع بداية فصل الربيع. يعاني حوالي 5% من الأمريكيين من هذا الاضطراب، وتزداد احتمالية إصابة النساء به أربع مرات مقارنة بالرجال، كما أن سكان المناطق الشمالية، مثل شمال غرب المحيط الهادئ، وألاسكا، ونيو إنجلاند، معرضون بشكل أكبر له. عادةً ما يبدأ هذا الاضطراب بين سن 18 و30 عامًا، لكنه قد يظهر في أي عمر.
أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي
يختلف هذا الاضطراب عن الاكتئاب الحاد بكونه مرتبطًا بالمواسم. تبدأ الأعراض عادة في الخريف وتستمر خلال الشتاء، ثم تتحسن مع حلول الربيع. تشمل الأعراض الشائعة وفق الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين:
الشعور بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة.
تغيرات في الشهية، خاصة الرغبة في تناول الكربوهيدرات والسكريات.
النوم المفرط أو فرط النوم.
فقدان الطاقة والشعور بالتعب رغم النوم الكافي.
تباطؤ التفكير أو التركيز وصعوبة اتخاذ القرارات.
الشعور باليأس، انعدام القيمة، أو الذنب، وأفكار الموت أو الانتحار.
زيادة الوزن أو سلوكيات جسدية متغيرة، مثل التململ أو بطء الحركة.
يُعد فرط النوم وزيادة الوزن من الأعراض الشائعة جدًا، بينما تمثل مشاعر اليأس وأفكار الانتحار علامات على شدة الحالة.
التشخيص
لتشخيص الاضطراب العاطفي الموسمي، يقوم الأطباء بتقييم التغييرات في التفكير والسلوكيات اليومية، بما في ذلك الأداء في العمل أو الأنشطة الاجتماعية. يُنصح المرضى بإجراء فحص طبي شامل أولاً لاستبعاد أي حالات مرضية أخرى قد تسبب أعراضًا مشابهة، مثل صعوبات النوم أو زيادة الوزن.
يُسأل المرضى عن التغيرات الموسمية في المزاج والتفكير، حيث يمكن لمعظم الأشخاص تحديد الأوقات التي تتأثر فيها حالتهم النفسية، مثل تغير التوقيت الصيفي. إذا ظهرت الأعراض خلال أشهر الشتاء، يجب استشارة مقدم الرعاية الصحية.
العلاج والرعاية الذاتية
قد تشمل خطة العلاج مزيجًا من:
العلاج بالضوء لتعويض نقص التعرض للشمس.
مكملات فيتامين د لتعزيز التوازن الهرموني والمزاج.
العلاج السلوكي المعرفي لتغيير الأفكار السلبية.
الأدوية المضادة للاكتئاب في الحالات الشديدة.
أما العناية الذاتية، فهي أساسية وتشمل خطوات وقائية لتقليل شدة الأعراض:
المشي اليومي: استنشاق الهواء النقي وممارسة الرياضة يحسن المزاج والطاقة.
تعديل النظام الغذائي: إضافة فيتامين د ومراقبة العناصر الغذائية المهمة.
تنظيم الأنشطة الممتعة: الالتزام بخطط وأنشطة ترفيهية يمنع الانسحاب الاجتماعي.
التواصل الاجتماعي: لقاء الأصدقاء والعائلة يحافظ على النشاط العقلي والنفسي.
النشاط البدني: حتى التمارين الخفيفة تحفز الجسم والعقل، ويمكن المشاركة في مجموعات رياضية لتحقيق فائدة إضافية.
شبكة الدعم: إعلام المقربين بالتأثير الموسمي يساعدهم على تقديم الدعم العاطفي والتشجيع.
الفرق بين كآبة الشتاء والاضطراب العاطفي الموسمي
كآبة الشتاء: شعور بالحزن أو الرغبة في البقاء بالمنزل، مع استمرار القدرة على القيام بالأنشطة اليومية والاستمتاع ببعض الأمور المعتادة.
الاضطراب العاطفي الموسمي: نمط أكثر حدة، حيث يفقد الشخص الاهتمام بالأنشطة اليومية، ينعزل عن الحياة، وقد يحتاج إلى علاج متخصص. غالبًا ما يتحسن في فصل الربيع، لكن تجاهله قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.
إقرأ أيضًا















0 تعليق