نجحت مدينة شرم الشيخ في تحويل نفسها إلى نموذج رائد للمدينة الخضراء المستدامة، عبر تطبيق استراتيجية شاملة تعتمد على مفاهيم الإدارة الرشيدة والحوكمة البيئية والتنمية المستدامة، بهدف تحقيق التوازن الأمثل بين الحفاظ على الثروات الطبيعية ودعم مسارات التنمية الاقتصادية والسياحية. في خطوة عملية تعكس التوجه الوطني المصري نحو التحول الأخضر.
ويمثل مشروع التحول الأخضر لشرم الشيخ حالة دراسة تُبرز كيف يمكن للمدن السياحية العالمية أن تكون في طليعة الممارسات البيئية المسؤولة. وقد تم تنفيذ خطة التحول من خلال معالجة التحديات البنية التحتية في مختلف القطاعات، ووضع معايير صارمة للحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من البصمة الكربونية للمدينة.
محور إدارة المخلفات: قلب التحول الأخضر
أولت المدينة اهتمامًا خاصًا ومكثفًا لمجال إدارة المخلفات، باعتباره أحد المحاور الأساسية لتحقيق الاستدامة البيئية، ودوره المحوري في الحفاظ على النظافة العامة وصحة المواطنين والزوار، والحد من جميع أشكال التلوث البصري والبيئي.
إنجازات ملموسة في إدارة المخلفات:
1. تطبيق منظومة متكاملة: نجحت المدينة في تطبيق منظومة متكاملة وعالية الكفاءة لجمع ونقل المخلفات، باستخدام أحدث التقنيات والأساليب العلمية التي تضمن سرعة التعامل مع المخلفات ومنع تراكمها، مع التأكيد على معايير الصحة والسلامة للعاملين في هذا القطاع الحيوي.
2. دعم إعادة التدوير والحد من الطمر: عملت شرم الشيخ على دعم عمليات إعادة التدوير بشكل كبير، من خلال فصل المخلفات من المصدر وتشجيع المشاركة المجتمعية، والاستثمار في المرافق اللازمة لمعالجتها. كما سعت جاهدة إلى تقليل كمية المخلفات الموجهة للمدافن إلى أدنى حد ممكن، مما يسهم في توفير مساحات الأراضي ويقلل من الانبعاثات الضارة الناتجة عن طمر النفايات.
ويشكل تحول شرم الشيخ إلى مدينة خضراء مستدامة رسالة قوية للعالم حول التزام مصر بأجندة التنمية المستدامة 2030 ومكافحة تغير المناخ. وهو نموذج يُتوقع تعميمه على مدن ومحافظات مصرية أخرى، لتحقيق نقلة نوعية في التعامل مع البيئة، وترسيخ صورة مصر كوجهة سياحية ذكية ومسؤولة بيئيًا.

















0 تعليق