بعد دمار الدعم السريع.. العيادات الجوالة طوق إنقاذ أخير لإنقاذ الفاشر

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلنت  وزارة الصحة السودانية، اليوم الخميس، عن تدشين برنامج العيادات الجوالة وتوسيع نطاق خدماته ليشمل ثماني ولايات، في خطوة تهدف إلى تعزيز مكافحة الأمراض السارية، على رأسها الدرن، والإيدز، والأمراض المنقولة جنسيًا، والتهاب الكبد الوبائي، في ظل تدهور غير مسبوق في القطاع الصحي نتيجة الحرب الدائرة في البلاد.

وقالت الوزارة إن المبادرة تُنفَّذ بالتعاون مع برنامج الصحة الإنمائي، وتركّز على تحسين فرص الوقاية والكشف المبكر وتقديم رعاية صحية متكاملة للنازحين والمجتمعات الأكثر تضررًا، لا سيما في المناطق التي انهارت فيها الخدمات الصحية بسبب أعمال العنف والانفلات الأمني، وفق وكالة الأنباء السودانية "سونا". 

انهيار صحي بفعل الحرب وجرائم الدعم السريع 

 

ويأتي إطلاق العيادات الجوالة في وقت يشهد فيه السودان تفشيًا مقلقًا للأمراض المعدية، نتيجة تدمير المستشفيات والمراكز الصحية، ونقص الكوادر الطبية، وانقطاع سلاسل الإمداد الدوائي، وهي أوضاع تفاقمت بشكل مباشر بفعل الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع، بما في ذلك احتلال المنشآت الصحية، ونهب المعدات الطبية، وتحويل المستشفيات إلى ثكنات عسكرية في عدد من الولايات.

وتشير تقارير صحية إلى أن ملايين المواطنين، خصوصًا النازحين داخليًا، باتوا محرومين من أبسط خدمات الرعاية الصحية، ما أسهم في عودة أمراض كانت تحت السيطرة، وارتفاع معدلات العدوى والوفيات، خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن.

العيادات الجوالة محاولة لاحتواء الكارثة

 

وأوضحت وزارة الصحة أن العيادات الجوالة ستعمل على تقديم خدمات الفحص والعلاج والتوعية الصحية، إضافة إلى الإحالة للحالات الحرجة، مع التركيز على المناطق النائية ومراكز النزوح التي يصعب وصول الخدمات الطبية الثابتة إليها بسبب الأوضاع الأمنية.

وأكدت أن البرنامج يستهدف سد فجوة الرعاية الصحية التي خلّفها انهيار البنية التحتية الطبية، مشددة على أن نجاح المبادرة مرهون بتوفير بيئة آمنة للعاملين الصحيين وضمان عدم استهدافهم، في ظل استمرار التهديدات التي تواجه الطواقم الطبية على الأرض.

ميليشيا الدعم السريع في قفص الاتهام

ويرى مراقبون أن تفشي الأمراض في السودان لا يمكن فصله عن الدور الذي لعبته ميليشيا الدعم السريع في تعميق الأزمة الإنسانية، عبر تقويض النظام الصحي ومنع وصول المساعدات الإنسانية، ما حوّل المرض إلى خطر موازٍ للنزوح والجوع.

وتحذر جهات صحية من أن استمرار الانتهاكات بحق القطاع الصحي سيقوّض أي جهود للسيطرة على الأوبئة، حتى مع إطلاق مبادرات إسعافية مثل العيادات الجوالة، معتبرة أن الحل الجذري يبدأ بوقف استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية.

وطالبت وزارة الصحة وشركاؤها المجتمع الدولي بتكثيف الدعم الفني والمالي للقطاع الصحي في السودان، والضغط من أجل حماية المرافق الطبية وضمان وصول الخدمات إلى المتضررين دون عوائق.

أقرأ أيضا 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق