في جلسة حوارية مفتوحة مع الجماعة الصحفية عرض الدكتور مهندس محمد عبد الغني، المرشح لمنصب نقيب المهندسين، ملامح مشروعه النقابي ورؤيته الشاملة لإصلاح النقابة واستعادة دورها المهني والمجتمعي، مؤكدًا أن الصحافة شريك أصيل في معركة الاستقلال النقابي، وأحد أعمدة الشفافية وبناء الوعي العام، مشددًا على أن أي تطوير للنقابة يجب أن ينطلق من الواقع القائم وما تحقق خلال السنوات الماضية.
محمد عبد الغني للصحفيين: الصحافة شريك أصيل في معركة الاستقلال النقابي
وقال عبد الغني إن إيمانه بدور الصحافة نابع من قناعة راسخة بأنها جزء من منظومة الرقابة المجتمعية، مضيفًا أن مشروعه النقابي يقوم في جوهره على الاستقلال الحقيقي للنقابة، بما لا يعني القطيعة مع مؤسسات الدولة، وإنما يقوم على التعاون والحوار الدائم في إطار من الاحترام المتبادل، بما يخدم المهنة والمجتمع معًا، وبما يحافظ على ما أُنجز ويطوره بدلًا من تجاوزه. وأكد أن النقابات المهنية تُعد أحد مكونات الدولة الوطنية، وأن قوتها من قوة المجتمع، قائلًا: «إذا صلحت الهندسة صلح المجتمع كله».

وأضاف أن تنظيم المهنة وحمايتها يمثلان المدخل الحقيقي لأي إصلاح نقابي جاد، موضحًا أن تراجع مكانة المهندس المصري محليًا ودوليًا خلال السنوات الأخيرة يرتبط بشكل وثيق بأزمة التعليم الهندسي، وما شهده من تراجع في المستوى وعدم مواكبة متطلبات سوق العمل الحديث، لافتًا إلى أن معالجة هذه التحديات تقتضي تطوير السياسات القائمة وتعظيم الاستفادة من الجهود المبذولة بالفعل. وأشار إلى أن غياب التنظيم والضبط المهني أضر بصورة المهنة وبفرص المهندسين، مؤكدًا أن استعادة الدور الحقيقي للنقابة يبدأ من إعادة الاعتبار للتعليم والتأهيل وربطهما باحتياجات التنمية.
مرشح نقيب المهندسين: الرعاية الصحية حق لا يجوز تحقيق فوائضه على حساب الخدمة
وفيما يتعلق بالأوضاع المعيشية، شدد مرشح نقيب المهندسين على أن الحياة الكريمة حق أصيل للمهندس لا يقبل التأجيل، لافتًا إلى أن أزمة المعاشات باتت تمثل أحد أخطر التحديات التي تواجه جموع المهندسين، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في معدلات التضخم. وأضاف أن التعامل مع هذا الملف يجب أن يكون امتدادًا للمحاولات السابقة وتطويرًا لها، مؤكدًا أن تحقيق نقلة حقيقية يتطلب تعديل قانون نقابة المهندسين بما يتناسب مع المتغيرات الاقتصادية والتشريعية الراهنة، بما يسمح بزيادة الموارد وتحسين المعاشات بصورة عادلة.
مرشح نقيب المهندسين: تنظيم المهنة المدخل الحقيقي لإنقاذ النقابة واستعادة مكانة المهندس
وتطرق عبد الغني إلى ملف الرعاية الصحية، موضحًا أن عدد المهندسين المقيدين بالنقابة يقترب من 950 ألف مهندس، بينما لا تتجاوز نسبة المشتركين في مشروع الرعاية الصحية سوى نسبة محدودة، وهو ما يعكس خللًا هيكليًا في إدارة الملف. وأضاف أن المشروع الصحي يمثل ركيزة مهمة يجب تطويرها والبناء على ما تحقق فيها من خبرات وتنظيم، مؤكدًا أن الحديث عن تحقيق فوائض مالية في المشروع التكافلي لا يُعد إنجازًا، لأن الهدف الأساسي هو تقديم خدمة صحية محترمة للمهندس وأسرته، وهو ما يتطلب دعمًا سنويًا لا يقل عن 200 مليون جنيه لضمان استدامة الخدمة.
محمد عبد الغني: البطالة بين المهندسين نتيجة خلل التعليم والنقابة مطالبة بتفعيل دورها في التأهيل

وفي ملف الإسكان، قال مرشح النقيب إن التعامل السابق مع هذا الملف لم يُلبِّ طموحات المهندسين بالشكل الكافي، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد تصحيح المسار بالاستفادة من التجارب السابقة وتلافي أية ملاحظات أو أوجه قصور إن وجدت. وشدد على أن الإسكان حق للمهندس وليس مشروعًا ربحيًا، داعيًا إلى تبني نموذج الإسكان التعاوني، مع التأكيد على أن أي قرار يتعلق بأصول النقابة سيُعرض على الجمعية العمومية احترامًا لإرادة الأعضاء وحقهم في الرقابة والمشاركة.
وأضاف عبد الغني أنه سبق، خلال عضويته بمجلس النواب، أن تقدم بمشروع لتعديل قانون نقابة المهندسين، تضمن زيادة موارد النقابة بشكل مستدام، وتحسين المعاشات والخدمات، وضبط ممارسة المهنة، إلى جانب تطوير آليات تحصيل الدمغة الهندسية، مؤكدًا أن هذه التعديلات جاءت في سياق استكمال جهد تشريعي يستهدف علاج مشكلات متراكمة داخل النقابة، مشيرًا إلى أنها لا تزال تمثل أرضية مناسبة للإصلاح النقابي الحقيقي.
محمد عبد الغني: تعديل قانون نقابة المهندسين ضرورة لزيادة المعاشات وتحسين حياة المهندس
وعن الانتخابات النقابية، أوضح مرشح نقيب المهندسين أن المرحلة المقبلة تتطلب عملًا جماعيًا منظمًا، يستفيد من الخبرات والتجارب السابقة داخل النقابة، مؤكدًا أن التحديات التي تواجه النقابة أكبر من أي شخص واحد، ولا يمكن التعامل معها بجهود فردية. وأضاف أن النجاح في الانتخابات يحتاج إلى قائمة متجانسة تحمل رؤية موحدة وبرنامجًا واضحًا وقابلًا للتنفيذ، معربًا عن أمله في تحييد الجهات التنفيذية عن العملية الانتخابية، بما يضمن نزاهتها ويحافظ على استقلال النقابة.





وفيما يخص أزمة البطالة بين المهندسين، قال عبد الغني إن المشكلة لا تعود إلى ضعف المهنة، بل إلى خلل واضح في منظومة التعليم الهندسي، مشيرًا إلى أن أعداد الخريجين التي تتراوح بين 30 و40 ألف مهندس سنويًا تفوق المعدلات العالمية. وأضاف أن مواجهة هذه الأزمة تتطلب تعظيم دور النقابة والبناء على المبادرات التدريبية القائمة وتوسيع نطاقها، بما يرفع كفاءة الخريجين ويفتح أمامهم فرصًا حقيقية في سوق العمل المحلي والدولي.
عبد الغني: ننطلق من الواقع القائم ونبني على الجهود السابقة لإنقاذ المهنة
واختتم مرشح نقيب المهندسين حديثه بالتأكيد على أن مشروعه النقابي يقوم على رؤية شاملة وإرادة إصلاح جادة، تنطلق من مصلحة المهندس أولًا، وتسعى إلى إنقاذ المهنة واستعادة دورها الحيوي في بناء الدولة والمجتمع، من خلال مسار تطويري تراكمي يحترم ما تحقق ويسعى إلى تعزيزه.













0 تعليق