توفي جيفري إبستين المتهم في قضايا الإتجار بالقاصرات عام 2019، إلا أنه ترك خلفه تركة من الفضائح طالت كبار أثرياء وعدد من الشخصيات العامة وأصحاب نفوذ في مختلف أنحاء العالم، لكن النصيب الأكبر من هذه الفضائح طالت زعيم البيت الأبيض دونالد ترامب.
صور تهز البيت الأبيض وكبار أثرياء العالم في قفص الاتهام
الصور الجديدة التي كشفها الديمقراطيين في لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي، أظهرت تورط عدد من الشخصيات التي كانت على صلة بـ إبستين، وسط طوفان من النفي من جانب من طالتهم هذه الاتهامات. من بينهم الرئيس دونالد ترامب، والرئيس السابق بيل كلينتون، والملياردير بيل جيتس، ووزير الخزانة السابق لاري سامرز، وغيرهم من الشخصيات.
ومن بين الصور التي نُشرت، تظهر إحداها ترامب برفقة امرأة تبدو شابة (تم إخفاء وجهها). وتُظهر صورة أخرى ترامب واقفًا بجانب إبستين - الذي انتحر في زنزانته عام 2019- وهو يتحدث مع امرأة، بينما تُظهر صورة ثالثة ترامب مبتسمًا بين ست نساء تم إخفاء وجوههن أيضًا.
يظهر هؤلاء الرجال وغيرهم في نحو 95 ألف صورة تلقتها لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي بمجلس النواب من تركة إبستين في إطار تحقيقها الجاري. وقد نشر الديمقراطيون في مجلس النواب دفعات من الصور يوم الجمعة.
وقال النائب الديمقراطي البارز، روبرت غارسيا، في بيان: "حان الوقت لإنهاء هذا التستر الذي يمارسه البيت الأبيض وتحقيق العدالة لضحايا جيفري إبستين وأصدقائه النافذين. هذه الصور المقلقة تثير المزيد من التساؤلات حول إبستين وعلاقاته ببعض أقوى الرجال في العالم. لن نهدأ حتى يعرف الشعب الأمريكي الحقيقة. يجب على وزارة العدل نشر جميع الملفات، الآن."
وعندما سُئل ترامب عن الصور الأخيرة، قال:" لم أراها، هناك مئات ومئات من الأشخاص الذين لديهم صور معي. لذا فهذا ليس بالأمر المهم".
تسريبات إبستين سلاح الديمقراطيين ضد ترامب
اتهمت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أبيجيل جاكسون، في بيان لها، الديمقراطيين بـ "نشر صور مختارة بعناية مع تنقيحات عشوائية".
وتابعت قائلة: "لقد تم دحض خدعة الديمقراطيين ضد الرئيس ترامب مرارًا وتكرارًا، وقد قدمت إدارة ترامب لضحايا إبستين أكثر مما قدمه الديمقراطيون على الإطلاق، وذلك من خلال المطالبة المتكررة بالشفافية، ونشر آلاف الصفحات من الوثائق، والدعوة إلى إجراء المزيد من التحقيقات مع أصدقاء إبستين الديمقراطيين. لقد حان الوقت لكي تتوقف وسائل الإعلام عن ترديد مزاعم الديمقراطيين، وأن تبدأ في سؤالهم عن سبب رغبتهم في البقاء مع إبستين بعد إدانته."
اتهمت جاكسون أيضًا زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز وعضوة مجلس النواب ستايسي بلاسكيت، بالحفاظ على علاقات مع إبستين بعد اتهامه بالاتجار بالجنس. وقد كشفت رسائل بريد إلكتروني نُشرت مؤخرًا لإبستين أن بلاسكيت كانت تتبادل الرسائل النصية معه خلال جلسة استماع في الكونجرس للحصول على معلومات حول شاهد اللجنة، مايكل كوهين، مساعد ترامب السابق.
ويتعين على وزارة العدل إصدار الدفعة الكاملة من الوثائق المتعلقة بإبستين بحلول 19 ديسمبر، وفقًا لأحكام التشريع الذي أقره الكونجرس الشهر الماضي.
توجد صورة موقعة من كلينتون يظهر فيها مبتسمًا إلى جانب إبستين وشريكته غيسلين ماكسويل، التي تقضي عقوبة بالسجن لمدة 20 عامًا لدورها في شبكة الاتجار بالقاصرات . وبينما تُوثَّق جيدًا علاقة كلينتون بإبستين، بما في ذلك سفره على متن طائرته بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق، فقد صرّح كلينتون بأنه قطع علاقاته بإبستين قبل اعتقاله عام 2019، وأنه لم يكن على علم بجرائمه.
تُبرز الصور شبكة علاقات إبستين الطويلة والمتشعبة مع رجال نافذين في مختلف القطاعات، من المخرج وودي آلن إلى ستيف بانون. وقد أُرسلت هذه الصور إلى مبنى الكابيتول بعد استدعاء من لجنة الرقابة للحصول على مواد من تركة إبستين، بشكل منفصل عن الوثائق المطلوبة من وزارة العدل بموجب القانون.
وأظهرت صور أخرى للملياردير التكنولوجيا بيل جيتس مع الأمير أندرو السابق. كما ظهر رئيس جامعة هارفارد السابق لاري سامرز والمحامي آلان ديرشوفيتز في صور من العقار.
وأظهرت صورة أخرى، رجلاً بدا أنه إبستين وهو يحمل كتاب جيمس باترسون "أثرياء قذرون" أمام وجهه.
في حين أن علاقات إبستين بهذه الشخصيات العامة ليست اكتشافات جديدة، إلا أنها تسلط الضوء على مدى استمتاع إبستين بعلاقاته مع الأشخاص ذوي النفوذ.
وأكد ترامب أنه أنهى علاقته مع إبستين منذ سنوات، ووصف الجهود المطالبة بالإفراج عن الملفات بأنها "خدعة". وفي تحول مفاجئ الشهر الماضي، أعطى الجمهوريين في الكونجرس موافقته على التصويت على الإفراج عن ملفات إبستين، وسارع بتوقيع التشريع ليصبح قانوناً.
علاقات ترامب بإبستين معروفة جيداً. فقد كانا ينتميان إلى نفس الأوساط الاجتماعية في مانهاتن وبالم بيتش. لكن لم يُتهم ترامب بأي مخالفة جنائية، وقد وصف هو وفريقه إبستين سابقاً بأنه "شخص مثير للاشمئزاز" طرده ترامب من ناديه.
من المقرر تسليم هذه الملفات خلال الأيام القادمة، بعد أن سمحت المحاكم لوزارة العدل بنشر مواد هيئة المحلفين الكبرى، واقترب الموعد النهائي المحدد من قبل المدعية العامة بام بوندي، وهو ثلاثون يومًا، لنشر محتوياتها. .
ليس من الواضح متى سيتم نشر بقية الصور، على الرغم من أن بيانًا صحفيًا لللنائب الديمقراطي غارسيا أشار إلى أن الديمقراطيين المشرفين سيتم نشرها "للجمهور في الأيام والأسابيع المقبلة"، مع البقاء "ملتزمين بحماية هويات الناجين".
قال غارسيا، في حديثه مع الصحفيين في مبنى الكابيتول يوم الجمعة، إن فريقه لم يراجع سوى جزء صغير من المواد، وأن إجراء التنقيحات اللازمة سيتطلب أياماً وأسابيع من عمل اللجان. وأضاف أن الصور الأخرى التي سُلمت للمشرعين تتضمن صوراً لنساء وممتلكات إبستين.
وقال زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي يوم الجمعة: "يجب على ما يُسمى بوزارة العدل في عهد إدارة ترامب الامتثال للقانون. ونحن كديمقراطيين، بقيادة روبرت غارسيا، سنواصل ضمان محاسبة هذه الإدارة".
0 تعليق