شهد اليمن خلال الأيام الماضية تطورات سريعة بعدما بسط المجلس الانتقالي الجنوبي نفوذه على مناطق جديدة في الجنوب، وسط تأكيدات من قياداته بأن خطوتهم المقبلة ستكون العاصمة صنعاء.
وتنذر هذه اللهجة التصعيدية بعودة الاشتعال في حرب أنهكت البلاد منذ اندلاعها سنة 2014، حين استولى الحوثيون – المدعومون من إيران – على العاصمة، ما أدّى لسنوات من الدم والنزوح والمعاناة التي طالت ملايين اليمنيين.
وجاءت تصريحات عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عبر الموقع الرسمي للمجلس خلال يوم الأربعاء، بينما لم يعلّق الحوثيون حتى هذه اللحظة على هذه التهديدات.
توسّع سريع في الجنوب
وخلال الأسبوع الماضي، سيطرت قوات المجلس على مناطق واسعة في حضرموت – المحافظة الغنية بالثروة النفطية – وكذلك محافظة المهرة الواقعة شرق البلاد، في تحرك عسكري خاطف لم يقابل بمقاومة تُذكر.
وصرّح المجلس أن هذا التقدم يهدف لوقف خطوط تهريب السلاح والتمويل والمقاتلين الذين يعتمد عليهم الحوثيون.
ونُقل عن الزبيدي قوله إن "المرحلة المقبلة يجب أن تكون صنعاء، سواء عبر تفاوض أو مواجهة، حتى تُستعاد الحقوق ويزول الظلم".
واقع منقسم بين شمال حوثي وجنوب مضطرب
ومنذ سنوات توقف القتال المفتوح، لكن الدولة بقيت منقسمة؛ فالشمال يخضع لسيطرة الحوثيين، بينما الجنوب تديره الحكومة المعترف بها دوليًا.
لكن على الأرض، تنتشر تشكيلات مسلّحة متعددة، أبرزها وأقواها المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تأسس عام 2017 بدعم إماراتي سياسي وعسكري واضح.
ورغم أن المجلس الانتقالي يُعد – نظريًا – جزءًا من مجلس القيادة الرئاسي، فإن تحركاته الأخيرة تبرز تحوّلًا كبيرًا في موازين القوة جنوبًا، خصوصًا أن المجلس لا يخفي طموحه في إقامة دولة جنوبية مستقلة.
وفي تصريحات نشرها موقعه الرسمي، قال الزبيدي إن المرحلة القادمة ستشهد "بناء مؤسسات دولة جنوب عربية"، مما يعكس توجهًا أكثر وضوحًا نحو الانفصال.
توتر سياسي وغياب لرمزية الدولة
غادر رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مدينة عدن يوم الجمعة متوجهًا للرياض لبحث التطورات العاجلة مع المسؤولين السعوديين. وبعد أيام، وصف تحركات الانتقالي بأنها "خطوات أحادية"، دون إصدار تعليق جديد على تصريحات الزبيدي الأخيرة.
وفي المقابل، يواصل الزبيدي إدارة اجتماعات في قصر معاشيق الرئاسي وكأنه الحاكم الفعلي للمدينة، ولاحظ كثيرون اختفاء علم الجمهورية اليمنية من صور الاجتماعات التي نشرها المجلس.
وفي مدينة سيئون، التي سيطرت عليها قوات الانتقالي، التقى وفد سعودي بزعماء قبليين يوم الثلاثاء الماضي، وطالب الوفد بانسحاب قوات المجلس من المواقع التي سيطرت عليها حديثًا.
















0 تعليق