من المتوقع أن يُكلَّف نيكولاي ملادينوف، المبعوث الأممي الخاص السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط، بالإشراف على مرحلة ما بعد الحرب في غزة، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز. ويُعدّ هذا إنجازًا هامًا، وفقًا لصحافة العاصمة البلغارية صوفيا، التي سلطت الضوء على الصعود الدولي لهذا الرجل البارز.
ذكرت صحيفة الأعمال البريطانية المؤثرة، فايننشال تايمز، أن الدبلوماسي البلغاري نيكولاي ملادينوف، هو من سيرأس "اللجنة التنفيذية" لغزة، وهي بمثابة حكومة دولية للإشراف على المرحلة الانتقالية وإعادة إعمار غزة بعد الحرب.
مهمة اللجنة التنفيذية
أكدت الصحيفة أنها حصلت على هذه المعلومات من مسؤولين رفيعي المستوى مطلعين على القضية، طلبا عدم الكشف عن هويتهما. وتابعت صحيفة فايننشال تايمز: "من المتوقع أن تضمن هذه اللجنة التنفيذية، التي لم تكن مدرجة في البداية ضمن خطة السلام الأمريكية لغزة، التنسيق بين مجلس السلام ولجنة تكنوقراطية فلسطينية مسؤولة عن الإدارة اليومية لقطاع غزة".
يصف التقرير الصحفى المنشور نيكولاي ملادينوف بأنه "دبلوماسي مخضرم". وقد شغل منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى بغداد ثم تل أبيب بين عامي 2015 و2020، كمنسق لعملية السلام في الشرق الأوسط. ويرأس حاليًا أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في أبو ظبي. كما أنه، وربما الأهم من ذلك، لعب دور الوسيط بين إسرائيل وحماس، كما تشير صحيفة فايننشال تايمز. والآن، يُتوقع أن يتولى رئاسة هذه اللجنة التنفيذية، خلفًا لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، مرشح دونالد ترامب لهذا المنصب، والذي لم يلقَ ترشيحه استحسان بعض الدول العربية والإسلامية.
شخصية توافقية
علّق نائب وزير الخارجية البلغاري السابق، ميلين كيريميدشيف، في مقابلة مع قناة bTV التلفزيونية الخاصة، قائلًا: "من الواضح أن تولي بريطانيا زمام المبادرة مجددًا في مناقشات مستقبل هذا الصراع لم يكن القرار الصائب"، وأضاف: "كان من الضروري التوصل إلى شخصية توافقية، لأن لندن لعقود طويلة اتُهمت ببث الفوضى في المنطقة، الأمر الذي ولّد معارضة شديدة لتوني بلير. ولهذا السبب، في رأيي، برز نيكولاي ملادينوف كمرشح أوفر حظًا. وهو خيار جيد، لأنه يحظى بقبول جميع الأطراف، سواء من إسرائيل أو من المجتمع العربي". ويرى الوزير البلغاري السابق أن هذا يُمثل أيضًا "اعترافًا كبيرًا" بقدرات زميله في صنع السلام من قِبل الإدارة الأمريكية.
قبل أن يثبت جدارته كمبعوث خاص للأمم المتحدة إلى بغداد وتل أبيب، شغل نيكولاي ملادينوف مناصب عديدة، منها عضو في البرلمان الأوروبي، ثم وزير الدفاع ووزير الخارجية في أول حكومة لرئيس الوزراء بويكو بوريسوف، وفقًا لما ذكرته صحيفة OFFNews الإلكترونية اليومية الصادرة في صوفيا. نشأ نيكولاي ملادينوف، وهو متحدث باللغة العربية وابن موظف في جهاز الأمن البلغاري من الحقبة الشيوعية، في سوريا وهولندا، حيث عمل والده في سفارات جمهورية بلغاريا الشعبية.
ويُعرّف نفسه بأنه مؤيد لأوروبا ومؤيد قوي للتحالف الأطلسي.. في عام 2020، في نهاية ولايته كمبعوث خاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، عُيّن نيكولاي ملادينوف فورًا في الأمم المتحدة للإشراف على المرحلة الانتقالية في ليبيا، البلد الذي كان غارقًا في الحرب والفوضى، كما ذكرت صحيفة "دنيفنيك" اليومية، لكنه رفض هذا المنصب، مُشيرًا إلى "أسباب عائلية وشخصية".












0 تعليق