شهد المعهد الثقافي الإيطالي منذ قليل حفل تدشين المشروع الوطني لأرشفة قاعدة بيانات ودعم الفرق الفنية المستقلة، وذلك بحضور عدد كبير من المسرحيين والفنانيين ومنهم المخرج أحمد العطار والمخرج عادل حسان مدير المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، الذي أكد في كلمته أهمية المشروع في حماية الذاكرة الفنية وإتاحة منظومة مؤسسية تُسهم في دعم الممارسين وتطوير البنية المعلوماتية للقطاع الثقافي.
وفي كلمته، أوضح المخرج عادل حسان مدير المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، أن إطلاق المشروع يأتي استجابة لحاجة ملحة داخل المركز، بعد ملاحظته غياب قاعدة بيانات دقيقة وضعف التواصل بين المركز والشارع والمؤسسات والكيانات الفنية المختلفة.
وأكد على أن المركز عمل خلال الأشهر الماضية على بناء تصور شامل لإنشاء أرشيف وطني مستقر، يُوحّد الجهود ويمكّن المركز من أداء دوره بشكل مؤسسي.

لافتا إلى أن المشروع يحصل على دعم حقيقي من وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، قائلا: "كنت أحلم بإطلاق المشروع من القاهرة، وعندما عرضته على معالي وزير الثقافة وافق عليه على الفور، ووجّه بأن يمتد أيضا إلى المحافظات"، مشيرا إلى أنه تم بالفعل تكليف مجموعة عمل صغيرة للبدء في التنسيق مع أفرع قصور الثقافة والشؤون الفنية لوضع آليات التنفيذ.
وأشار «حسان» إلى أن المشروع يستهدف جمع البيانات وتوثيقها بشكل منهجي، وإتاحة الخدمات الفنية والبحثية للفرق المستقلة، بحيث لا يرتبط العمل بالأفراد أو الظروف المتغيرة، بل يصبح جزءا من بنية دائمة تضمن استمرارية التوثيق والدعم.
وأوضح أن المشروع لا يتوقف عند جمع البيانات، بل يتضمن توفير مساحات ثقافية لاستضافة الفعاليات، وخدمات بحثية وفنية للفرق المستقلة، وإتاحة بنية تحتية تساعدهم على تقديم أعمالهم واستمرار نشاطهم.
ولفت إلى أن المركز يعمل على فتح مساحاته لاستضافة فعاليات وورش وأنشطة مختلفة، إلى جانب التعاون مع قطاعات الوزارة لتوفير أماكن إضافية عند الحاجة.
الباحثون
وأضاف أن المركز يفتح أبوابه أمام الفنانين والباحثين وكل من يمتلك أرشيفا أو مادة توثيقية يمكن أن تسهم في بناء هذا المشروع، مؤكدا أن الهدف هو حماية ما تم إنتاجه عبر عقود طويلة من جهود الأساتذة والفرق والممارسين، وتحويل الجهود الفردية المتناثرة إلى كيان مؤسسي متكامل.

وشدد على أن المركز يعمل بالتنسيق مع الوزارة والقطاعات المختلفة لتوفير مساحات ثقافية لاستضافة الفعاليات الفنية، ودعم الأنشطة المستقلة، وإتاحة البنية الأساسية اللازمة للعمل الفني، موضحا أن الفترة المقبلة ستشهد خطوات تنفيذية أكثر اتساعا لدمج المشروع في بنية العمل الثقافي على مستوى القاهرة والمحافظات.
واختتم حسان بالتأكيد أن المركز يعتبر هذا المشروع بيتا لكل الممارسين، وأن الهدف هو تقديم خدمة مستمرة تضمن حفظ الذاكرة الفنية وتوفير بيئة عمل آمنة ومستقرة للأجيال القادمة من الفنانين والباحثين.
وتضمن الحفل عرضا تقديميا عن الأرشيف والأهداف الخاصة بالمشروع واعقبها جلسة نقاشية وحوار مفتوح مع الفنانين والمسرحيين.














0 تعليق