الأمم المتحدة: عودة 3 ملايين لاجئ ونازح سوري إلى ديارهم بعد عام على سقوط نظام الأسد

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ ونازح سوري عادوا إلى ديارهم خلال العام الذي تلا سقوط نظام بشار الأسد، في واحدة من أكبر موجات العودة التي شهدتها سوريا منذ اندلاع الصراع قبل أكثر من عقد. وأوضحت المفوضية أن هذا التطور يمثل تحولًا مهمًا في المشهد الإنساني السوري، لكنه لا يلغي الحاجة الماسة إلى دعم دولي عاجل لضمان استدامة هذه العودة وتأمين الظروف المناسبة للعيش الكريم.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية، في مؤتمر صحفي بجنيف، إن عودة هذا العدد الكبير من السوريين تأتي نتيجة تحسن الأوضاع الأمنية في العديد من المناطق، إلى جانب جهود محلية ودولية لتهيئة بيئة مواتية لعودة النازحين، بما يشمل إعادة فتح الطرق، وتأهيل بعض البنى التحتية الأساسية، وعودة الخدمات تدريجيًا في عدد من المدن والبلدات.

وأضافت أن المفوضية تعمل بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات العاجلة للعائدين، لكن الاحتياجات ما تزال "هائلة"، خاصة في مجال السكن، وإعادة التأهيل، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية. وأشارت إلى أن العديد من العائدين وجدوا منازلهم مدمرة أو غير صالحة للسكن، كما أن بعض المناطق ما تزال بحاجة لإزالة مخلفات الحرب وتأمين البنية الخدمية.

وفي دمشق، رحبت السلطات المحلية بعودة النازحين، مؤكدة أنها تبذل جهودًا متواصلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها، عبر تنفيذ برامج لإعادة الإعمار، وإصلاح المرافق العامة، وتقديم تسهيلات إدارية للعائدين بهدف إعادة دمجهم في مجتمعاتهم الأصلية. كما شددت على ضرورة مشاركة المجتمع الدولي في تحمل أعباء إعادة الإعمار، باعتبارها "مسؤولية جماعية" لضمان الاستقرار طويل الأمد.

من جهته، حذر عدد من الخبراء الإنسانيين من أن استمرار عملية العودة رهن بتوفير التمويل المناسب والضمانات الأمنية، مشيرين إلى أن نقص الموارد قد يؤدي إلى تباطؤ الجهود الجارية. وأكدوا أهمية تعزيز البرامج الموجهة لإعادة بناء المدارس والمستشفيات وشبكات المياه والكهرباء، إلى جانب دعم برامج سبل العيش التي تساعد العائدين على استعادة مصادر دخلهم.

وتشكل عودة الملايين من اللاجئين والنازحين خطوة إيجابية نحو استعادة التماسك الاجتماعي وبدء مرحلة من الاستقرار النسبي، إلا أن تحديات إعادة الإعمار وضمان الخدمات الأساسية ما تزال قائمة، ما يتطلب تعاونًا دوليًا واسعًا لضمان نجاح هذه العملية وتحقيق انتقال فعلي نحو مستقبل أكثر استقرارًا للسوريين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق