في مشهد عكس صورة سلبية عن استعدادات الولايات المتحدة لاستضافة أكبر حدث كروي في العالم، وجد عشرات الصحفيين والإعلاميين الدوليين أنفسهم عالقين في طوابير طويلة تحت الثلج والأمطار المتجمدة لساعات، في انتظار دخول مقر حفل قرعة كأس العالم 2026.
هذا الموقف المحرج لم يكن مجرد سوء تنظيم عابر، بل أعاد إلى الواجهة مخاوف جدية حول قدرة أمريكا على استضافة نسخة هي الأضخم في تاريخ البطولة.
الشرارة التي أشعلت الجدل كانت تعليقًا ساخرًا من الصحفي الرياضي الأمريكي المرموق، زاك لوي، الذي نشر صورة للإعلاميين وهم ينتظرون في الأجواء الصقيعية خارج "كينيدي سنتر" في واشنطن. وكتب لوي، الذي يعمل في مؤسسات عالمية كبرى مثل ESPN والجارديان، عبر منصة "إكس": "مبارك لكل من يشاهد القرعة من أريكته في المنزل بدلًا من أن يعلق في طابور لا ينتهي تحت الثلج والبرد المجمد".
— Zach Lowy (@ZachLowy) https://twitter.com/ZachLowy/status/1996959560343408664?ref_src=twsrc%5Etfwهذا التعليق البسيط كان كفيلًا بفتح ملف كامل من الإخفاقات التنظيمية التي شهدتها البطولات التي استضافتها الولايات المتحدة مؤخرًا.
إرث من المشاكل التنظيمية
لم يكن مشهد "طوابير الثلج" حادثًا معزولًا، بل جاء ليؤكد نمطًا متكررًا من سوء التنظيم الذي عانى منه الصحفيون والجماهير في فعاليات سابقة، مما يثير تساؤلات حول مدى جاهزية البنية التحتية اللوجستية للتعامل مع بطولة تضم 48 منتخبًا.
كوبا أمريكا 2024.. بروفة فاشلة؟
كانت بطولة كوبا أمريكا 2024، التي استضافتها الولايات المتحدة، بمثابة جرس إنذار لم يتم الالتفات إليه. فقد شهدت البطولة سلسلة من المشاكل الكارثية، أبرزها:
فوضى الدخول: طوابير طويلة للغاية أمام بوابات الملاعب، وفشل متكرر لأنظمة التذاكر الإلكترونية.
نقص الكوادر: عانت مدن عدة من نقص واضح في الكوادر التنظيمية القادرة على توجيه الجماهير.
أزمات مرورية: شهدت مدن مثل ميامي وأتلانتا وهيوستن ازدحامًا مروريًا خانقًا في أيام المباريات.
استغلال الأسعار: شكاوى واسعة من ارتفاع غير منطقي لأسعار المواصلات والفنادق والمطاعم.
توقف المباريات: إيقافات متكررة للمباريات أثناء سيرها، مما أثر على الجداول الزمنية والبث التلفزيوني.
كأس العالم للأندية وتكرار الأخطاء
ولم يكن الوضع أفضل حالًا في نسخة كأس العالم للأندية الأخيرة، حيث تكررت المشاكل التنظيمية، ومنها:
مشاكل لوجستية: تأخر الحافلات المخصصة للإعلاميين، ونقص المقاعد المخصصة لهم في بعض المباريات.
بنية تحتية غير ملائمة: وجود مناطق إعلامية مكشوفة وغير محمية من الظروف الجوية السيئة.
بطء الإجراءات: شكاوى من معايير اعتماد الصحفيين التي وُصفت بالبطيئة وغير الواضحة.
كل هذه الإخفاقات المتراكمة تركت انطباعًا سلبيًا لدى الإعلاميين الدوليين. وبينما كان الأمل معقودًا على أن تكون قرعة المونديال فرصة لتصحيح الصورة، جاء مشهد الصحفيين وهم يرتجفون في البرد ليعيد القلق مجددًا، ويطرح السؤال الأهم: هل الولايات المتحدة جاهزة حقًا لتحدي مونديال 2026؟










0 تعليق