أحدث مقطع الفيديو المعروف إعلاميًا بـ«فتاة البشعة» موجة واسعة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهوره لامرأة يتم إجبارها على وضع لسانها على النار لإثبات صدق روايتها بشأن شاب تتهمه بخداعها في علاقة غير شرعية. ودعا رواد السوشيال ميديا إلى تحرك عاجل من الجهات الأمنية ومحاسبة كل من شارك في المشهد الذي اعتُبر مهينًا وقاسيًا.
لكن المفاجأة التي نسفت كل التوقعات جاءت بعد تقصّي حقيقة الواقعة؛ إذ تبيّن أن السيدة التي ظهرت في الفيديو ليست ضحية كما بدا، بل هي صانعة محتوى شهيرة على “تيك توك” تُعرف باسم “كيداهم”، وأنها نفسها هي من نشرت الفيديو على حسابها الرسمي، وأرفقت به أرقام الشخص الذي يقوم بإجراء «البِشعة»، ما أثار ترجيحات بأن المقطع مجرد إعلان أو محتوى ترويجي لا يمت للواقع بصلة.
هذا التحول المفاجئ فتح جدلًا واسعًا حول توظيف “المحتوى الصادم” لتحقيق الانتشار، واستغلال طقوس بدائية تحمل إيذاء نفسي وجسدي في صناعة المشاهدات.
جدل فقهي بسبب البشعة
الواقعة لم تتوقف عند حدود السوشيال ميديا؛ إذ أثارت نقاشًا دينيًا بعد أن تطرق الشيخ محمد أبو بكر للحديث عن حكم «البشعة» في مقطع فيديو نشره عبر صفحته على “فيسبوك”. وأكد خلالها أن هذه الممارسة «فعل كفر وشرك وخروج من الملة»، معتبرًا أنها عادة قديمة تفتقر لأي سند شرعي، وتمثل إيذاءً وتعذيبًا لا يقبله الشرع ولا العقل.
ردّ د. هشام ربيع على التشديد في الحكم
لم يمر حديث أبو بكر دون رد، حيث كتب الدكتور هشام ربيع منشورًا أوضح فيه أن حرمة البشعة ثابتة شرعًا ولا خلاف على رفضها والتحذير منها، لكنه اعترض على استخدام كلمات «الكفر» و«الخروج من الملة» عند الحديث عن ممارسيها، مؤكدًا أن الأحكام الشرعية لها ضوابط دقيقة ولا بد من التفريق بين الفعل والفاعل.
وأرفق ربيع في منشوره فتوى دار الإفتاء المصرية بشأن «البشعة»، والتي جاء فيها أنها عادة لا أصل لها في الشرع ولا يجوز اللجوء إليها لإثبات التهم، لما تنطوي عليه من إيذاء جسدي ونفسي، مؤكدة بوضوح عدم جوازها شرعًا.
خلاصة المشهد
بين مفاجأة “الإعلان المحتمل” الذي غيّر مسار القصة بالكامل، والجدل الديني المحتدم حول حكم «البشعة»، لا يزال الفيديو يشعل النقاش في المجتمع حول استغلال الطقوس البدائية في المحتوى الإلكتروني، وحدود الشرع، ومسؤولية صانعي المحتوى في تقديم ما لا يسيء للمجتمع ولا يرسخ الجهل أو الإيذاء.
أسرة تختفي من ديروط.. العثور على جثتي «الأب وابنته» بترعة في المنيا واستمرار البحث عن 3 أطفال
تشهد محافظتا أسيوط والمنيا سباقاً مع الزمن وتحقيقات مكثفة لكشف ملابسات حادثة اختفاء أسرة كاملة من مركز ديروط بأسيوط، وقد ازدادت الحادثة غموضاً ومأساوية بعد العثور على جثماني الأب وابنته في مياه ترعة الإبراهيمية بالمنيا، بينما لا يزال مصير ثلاثة من أطفاله مجهولاً.
بدأت تفاصيل الواقعة عندما غادر محمد رشاد حسن منزله في ديروط بصحبة أربعة من أطفاله، كان من بينهم ابنته ريناد التي تعاني من مرض التوحد، انقطعت أخبار العائلة بشكل مفاجئ، وفشلت كافة محاولات الأقارب لتتبع خط سيرهم أو معرفة سبب وجهتهم.
تلقَّت أجهزة الأمن بالمنيا بلاغاً صادماً بالعثور على جثمان طافٍ بترعة الإبراهيمية أمام قرية الشعراوية بسمالوط. وتبين أن الجثمان يعود للطفلة ريناد.
لم تمر سوى ساعات قليلة حتى تجددت المأساة ببلاغ آخر عن وجود جثة طافية في نفس المجرى المائي، لكن هذه المرة في نطاق مركز أبوقرقاص جنوب المنيا. انتقلت قوات الإنقاذ وتمكنت من انتشال الجثمان الذي تبيّن أنه للأب محمد رشاد حسن.
ازدادت حدة لغز الحادثة مع تأكد اختفاء الأطفال الثلاثة الآخرين الذين كانوا بصحبة الأب، وهم: مروان، ياسين، ومكة.
و تواصل فرق الإنقاذ النهري عمليات تمشيط واسعة لمناطق شاسعة من ترعة الإبراهيمية الممتدة بين المحافظتين، بحثاً عن أي أثر للأطفال المفقودين، حيث تعمل فرق البحث الجنائي على تتبع خط سير الأب محمد رشاد حسن منذ مغادرته ديروط حتى وصوله إلى موقع العثور على جثته في المنيا، وذلك لمحاولة تحديد الدوافع وفهم ملابسات هذه الحادثة المأساوية.
توجهت الأجهزة الأمنية والأهالي بنداء إلى أي شخص يمتلك معلومات قد تساعد في فك طلاسم اختفاء الأطفال الثلاثة أو إيضاح ظروف الحادثة، بضرورة الإبلاغ الفوري لأقرب جهة أمنية، في الوقت الذي تُركز فيه جهود الأمن على إنهاء عمليات البحث النهري والتحريات.














0 تعليق