كشفت شرطة لندن عن واحدة من أكثر القضايا صدمة وتعقيداً في ملف الاعتداءات الجنسية على الأطفال، بعد اعتراف عامل حضانة يُدعى فينسيت تشان، البالغ من العمر 45 عاماً، بارتكاب 26 جريمة جنسية بحق الأطفال.
وتعد هذه القضية، وفق ما نقلته شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، من بين أخطر وأقسى القضايا التي تعاملت معها الشرطة خلال السنوات الأخيرة، نظراً لحجم الأدلة وتنوع الجرائم التي ارتكبها المتهم داخل بيئة يُفترض أنها الأكثر أمناً للأطفال.
بداية الكشف: بلاغ بسيط يفتح أبواب جحيم من الانتهاكات
بدأت خيوط القضية تتكشف في اللحظة التي لاحظ فيها أحد الموظفين داخل الحضانة قيام تشان بتصوير طفل في وضع مهين باستخدام جهاز تابع للمؤسسة، ثم إضافة موسيقى ساخرة عليه ومشاركته مع زملائه.
هذا التصرف الذي بدا في ظاهره "غير لائق" فقط، دفع الموظف لإبلاغ الإدارة، لتبدأ سلسلة من الإجراءات التي كشفت لاحقاً تورط المتهم في جرائم أبعد بكثير من مجرد تصوير غير مناسب.
التحقيقات الجنائية: أجهزة مصادرة ومواد مستفزة تثبت حجم الجريمة
قامت الشرطة البريطانية باعتقال المتهم في يونيو الماضي، حيث كان يعمل في حضانة بشمال لندن بين عامي 2017 و2024.
وخلال المداهمات، صادرت الشرطة 25 جهازاً رقمياً من منزله وثلاثة أخرى من داخل الحضانة، وبعد إطلاق سراحه بكفالة، خضع المتهم لسلسلة من التحقيقات، قبل أن يتم تحليل الأجهزة جنائياً.
النتائج كانت صادمة؛ إذ عثرت الفرق المتخصصة على كمية كبيرة من المواد المصورة غير اللائقة للأطفال، بالإضافة إلى أدلة دامغة على تعرض بعض الأطفال لاعتداءات بدنية موثقة، وبذلك تحول الأمر من مجرد شكوك إلى تحقيقات واسعة شملت مراجعة آلاف الملفات الرقمية.
اعتقال ثانٍ وتهم إضافية: تعقّد أكبر في القضية
وفي سبتمبر الماضي، أعيد اعتقال تشان مرة أخرى، بعد تعاظم الأدلة ضده، حيث صادرت الشرطة 26 جهازاً إضافياً من منزله و15 جهازاً من الحضانة التي تقرر إغلاقها بالكامل حفاظاً على سلامة الأطفال.
وتتضمن التهم الموجهة إليه الاعتداء الجنسي على الأطفال وتصوير وإنتاج مواد غير لائقة لهم، وهي تهم قد تؤدي إلى عقوبات مشددة وطويلة المدى.
موعد الحكم: ترقب كبير لقرار المحكمة
من المقرر أن يصدر الحكم النهائي بحق المتهم في 23 يناير المقبل داخل محكمة وود غرين كراون، وسط ترقب واسع من الرأي العام البريطاني، خاصة مع تصاعد المطالب بتشديد الرقابة على دور الحضانة والموظفين العاملين فيها.
0 تعليق