أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم الأربعاء، ضرورة دعم مخرجات قمة شرم الشيخ بشأن غزة، التي اعتمدها المجتمع الدولي كأساس لإطار مستقر ودائم للسلام في المنطقة، مشددة على أنها تمثل فرصة قد لا تتكرر لإحياء مسار التسوية السياسية وتجنيب الأوضاع مزيدًا من التدهور.
وأوضحت ميلوني — في تصريحات صحفية بالعاصمة روما — أن إيطاليا تولي اهتمامًا خاصًا للملف الفلسطيني الإسرائيلي في ضوء التطورات الميدانية الأخيرة، معتبرة أن الوصول لوقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة يظل الخطوة الأولى نحو أي عملية سياسية حقيقية، مشيرة إلى أن استمرار الصراع لن يجلب سوى المزيد من الدمار والمعاناة للطرفين، وخصوصًا المدنيين.
وأضافت رئيسة الوزراء أن بلادها تدعم بقوة الجهود المبذولة لإعادة تنشيط المسار الدبلوماسي، لافتة إلى أن قرارات قمة شرم الشيخ شكلت أرضية توافق دولي نادرة حول ضرورة معالجة جذور الصراع، وليس فقط التعامل مع تداعياته الإنسانية والأمنية. وشددت على ضرورة الالتزام بتنفيذ بنود القمة المتعلقة بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، واستمرار مفاوضات تبادل الأسرى، والعمل على منع انزلاق الوضع إلى مواجهة إقليمية واسعة.
وأكدت ميلوني أن الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من أي رؤية مستقبلية للسلام، داعية إسرائيل إلى اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، بما يسهم في بناء الثقة وتهيئة المناخ لمفاوضات جادة تُنهي عقودًا من العنف والانقسام. وقالت: «نحن بحاجة إلى حل سياسي يقوم على دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن. هذه ليست مجرد رؤية، بل خيار استراتيجي لضمان الاستقرار الإقليمي».
وأشارت رئيسة الوزراء الإيطالية إلى أن أوروبا تتحمل مسؤولية خاصة في دعم الجهود الدولية الراهنة، لاسيما في ظل ما وصفته بالتحولات المتسارعة في الشرق الأوسط، مؤكدة أن المنطقة تمثل شريكًا استراتيجيًا للاتحاد الأوروبي اقتصاديًا وأمنيًا. وأضافت أن تعزيز حضور أوروبا في هذا الملف يضمن عدم ترك الساحة لقوى دولية أخرى لديها حسابات مغايرة قد لا تصب في صالح السلام والاستقرار.
وفي السياق ذاته، جددت ميلوني التأكيد على التزام بلادها بمواصلة تقديم الدعم الإنساني إلى قطاع غزة عبر آليات منسقة مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين، مشددة على أن الأزمة لا يمكن حلها من خلال المقاربة الأمنية فقط، بل من خلال معالجة الوضع الإنساني المتدهور، وتمكين الفلسطينيين من إعادة بناء مؤسساتهم.
واختتمت ميلوني تصريحاتها بالتأكيد على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي للحفاظ على الزخم السياسي الذي أنتجته قمة شرم الشيخ، وعدم السماح بإضاعته في خضم التطورات المتلاحقة، لافتة إلى أن «الفرص التاريخية للسلام ليست كثيرة، وعندما تتوفر يجب استثمارها بكل قوة وإرادة».











0 تعليق