كيف يمكن لقراءة المقالات العلمية أن تحافظ على شباب العقل؟

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ما الذي يجعل بعض الأشخاص يحتفظون بصفاء الذهن ومرونة التفكير حتى مراحل متقدمة من العمر؟ سؤال طرحته دراسة حديثة، وانتهت إلى أن التراجع العقلي ليس قدرًا محتومًا، وأن للقراءة والكتابة والمهارات الحسابية دورًا أكبر مما نعتقد في إبقاء الدماغ نشطًا، وتشير نتائج البحث إلى أن هذه المهارات تواصل التحسن عادة حتى حدود الأربعين، ثم تبدأ بالانخفاض تدريجيًا، لكن المدهش أن هذا المسار لا ينطبق على الجميع فالأشخاص الذين يعملون في وظائف تعتمد على التحليل والكتابة والتعامل المستمر مع الأرقام، خصوصًا ممن يمتلكون خلفية تعليمية قوية، يستمرون في تطوير قدراتهم حتى بعد تجاوزهم الأربعين.

وبحسب الباحثين، فإن من يواظبون على استخدام مهاراتهم المعرفية في حياتهم اليومية داخل العمل وخارجه لا يظهر عليهم أي تراجع ملحوظ في قدراتهم على الأقل حتى بلوغ الخامسة والستين، وهي نتيجة أكثر تفاؤلًا مما طرحته دراسات سابقة كانت تفترض بدء التدهور منذ الثلاثينات، وتعود هذه الفجوة بين النتائج القديمة والجديدة إلى اختلاف منهجيات البحث.

فالفريق العلمي اعتمد على بيانات واسعة من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وقارن بين مختلف الأعمار، لكنه أضاف مصدرًا أكثر دقة: بيانات طولية من ألمانيا مكّنتهم من متابعة الأفراد أنفسهم عبر عدة سنوات بدل الاعتماد على المقارنة بين أجيال مختلفة، وهذا الجمع بين المنهجين أظهر أن ما كان يُنظر إليه باعتباره “تدهورًا مرتبطًا بالعمر” قد يكون في الحقيقة اختلافات بين أجيال تلقت تعليمًا متباينًا، وعاشت ظروفًا اجتماعية مختلفة أثرت في مستوى مهاراتها.

وتحمل هذه النتائج أهمية واسعة، خصوصًا للدول التي يزداد فيها متوسط الأعمار مثل الولايات المتحدة ودول أوروبا، إذ ترتبط مستويات القراءة والكتابة والحساب ارتباطًا وثيقًا بإنتاج الفرد ودخله، بل وبمعدل نمو الاقتصاد الوطني نفسه. ولذلك يرى الباحثون أن نتائجهم تمنح تلك المجتمعات قدرًا من الطمأنينة، لكنها في الوقت ذاته تذكير بأن التعلم المستمر ضرورة لا يمكن تجاهلها.

وتلفت الدراسة الانتباه أيضًا إلى جانب آخر يحتاج إلى بحث أعمق الفروق المرتبطة بالجنس، فقد تبين أن النساء أكثر عرضة لتراجع طفيف في الأداء المعرفي مع التقدم في السن، وخصوصًا في المهارات العددية، باختصار، الرسالة واضحة: الحفاظ على عقل يقظ لا يعتمد فقط على الجينات أو عامل السن، بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمدى استمرارنا في تغذية أذهاننا بالقراءة، والانخراط في مهام تتحدى قدراتنا الذهنية، وتجعل العقل في حالة تشغيل دائم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق