شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة حالة واسعة من الجدل، بعدما أدت تعليقات “غزلية” كتبتها بعض السيدات والفتيات على صورة الطبيب محمد المغربي إلى انهيار علاقات زوجية وخطوبات، في واقعة غير مسبوقة تكشف حجم التأثير الذي باتت تملكه السوشيال ميديا على حياة الناس الخاصة واستقرارهم الأسري.
بداية القصة: تعليق عابر يتحول إلى كارثة
بدأت الأزمة عندما نشر الطبيب محمد المغربي صورة دعائية لعيادته عبر منصاته الإلكترونية. الصورة لاقت انتشارًا كبيرًا، لتتحول ساحة التعليقات إلى موجة من الإعجاب والغزل من قبل عدد من المتابعات.
وبينما اعتبرها البعض مجرد دعابة، تطورت الأمور سريعًا إلى أزمة اجتماعية بعد كشف هوية بعض صاحبات التعليقات واتضاح أنهن متزوجات أو مخطوبات.
واقعة الطلاق: كلمة أنهت زواجًا
من بين أبرز هذه الحالات، تعليق كتبته سيدة متزوجة قالت فيه:
"إيه العسل ده.. عينك دوختني والله اشتقنا".
التعليق سرعان ما انتشر على منصات التواصل، قبل أن يقوم بعض المستخدمين بإرساله إلى زوجها.
وبعد ساعات قليلة، أعلن الزوج عبر منشور قصير أنه طلّق زوجته، مكتفيًا بعبارة:
"قدر الله وما شاء فعل"، في إشارة واضحة إلى أن التعليق كان سببًا مباشرًا في إنهاء العلاقة الزوجية.
هذه الواقعة أثارت موجة نقاش واسعة حول حدود المزاح على مواقع التواصل، ومدى احترام المتزوجين لخصوصية العلاقة، إضافة إلى دور الجمهور في التأجيج وإرسال التعليقات إلى الأزواج.
فسخ خطوبة بسبب تعليق آخر
لم تقف الأحداث عند حالة الطلاق، إذ تكرر السيناريو مع فتاة مخطوبة كتبت تعليقًا غزليًا على نفس الصورة، قالت فيه:
"أنا فعلاً تعبانة يا دكتور من وقت ما شوفتك.. أطلع من الصورة إزاي؟"
وبعد تداول التعليق، وصل إلى خطيبها الذي أعلن فسخ الخطوبة، مؤكدًا أن ما حدث يمس الثقة ويعتبر خرقًا لحدود الاحترام بين الطرفين، قائلًا:
"ده نصيب وربنا يعوضني خير".
اعتذار متأخر بعد فوات الأوان
الفتاة التي فسخت خطوبتها خرجت بتعليق طويل تعترف فيه بخطئها، مؤكدة أنها كتبت تعليقها على سبيل المزاح، لكنها لم تتوقع أن يؤدي إلى انهيار علاقتها التي استمرت لسنوات. وقالت:
"حسبي الله ونعم الوكيل في كل من كان السبب.. أنا غلطت ومعترفة، بس اللي حصل كبير عليّ، وما كنتش أتخيل إن كلمة تبوظ بيت أو علاقة".
سجال واسع حول المسؤولية وحدود السلوك الرقمي
الواقعتان أثارتا نقاشًا مجتمعيًا واسعًا حول مسؤولية المستخدمين عند كتابة تعليقاتهم، خاصة في زمن أصبحت فيه المنصات الإلكترونية مساحة علنية يمكن فيها لتصرف بسيط أن يقلب حياة كاملة رأسًا على عقب.
ويرى خبراء علم الاجتماع أن هذه الأزمة تمثل نموذجًا صارخًا لـ غياب الوعي الرقمي، وأن التعامل مع المحتوى العام يجب أن يكون منضبطًا، خصوصًا لمن يرتبطون بعلاقات عاطفية أو زوجية.
في المقابل، حمّل آخرون جزءًا من المسؤولية للطبيب نفسه بعد نشره صورة دعائية أثارت جدلًا واسعًا، معتبرين أن هذا النوع من المحتوى يفتح الباب أمام تعليقات تتجاوز الحدود.
خلاصة الأزمة
ما بين مزاح إلكتروني، وتعليقات سريعة، وتداول غير مسؤول، انتهت علاقات استمرت لسنوات بسبب كلمة كُتبت في لحظة.
وتبقى الواقعة درسًا حول خطورة الاستهانة بالسوشيال ميديا، وأهمية التفكير قبل الضغط على "إرسال"، في زمن لا يُمحى فيه أي شيء بسهولة.














0 تعليق