قال الدكتور أحمد عبدالرحمن، مدير الإدارة المركزية للحماية الاجتماعية بوزارة التضامن الاجتماعي، إن برنامج "تكافل وكرامة" يقوم في جوهره على منهجية دقيقة في الاستهداف، ترتكز بالأساس على دعم الفئات الأكثر احتياجا داخل المجتمع، وفي مقدمتهم المرأة المعيلة.
وأكد لـ"الدستور" أن المرأة تعد الفئة رقم واحد في معايير الاستحقاق داخل برنامج تكافل، ليس فقط لأنها الأكثر هشاشة، بل لأنها غالبا ما تتحمل مسئولية الأسرة بالكامل في ظروف معيشية صعبة، موضحًا أن البرنامج يستقبل الكثير من حالات النساء اللاتي يواجهن تحديات قاسية، مثل المرأة المهجورة التي تركها زوجها دون إعالة، أو التي تضطر لإدارة شئون أسرتها وحدها بسبب عجز الزوج، إلى جانب المطلقة والأرملة، وكذلك المرأة التي يكون زوجها مقيد الحرية داخل إحدى المؤسسات الإصلاحية، ما يجعلها تتحمل وحدها عبء إعالة الأسرة، بالإضافة إلى فئة مهمة وهي الزوجات اللاتي يعاني أزواجهن من أمراض تمنعهم من العمل أو القدرة على الكسب، وهو ما يجعل الأسرة في حاجة ماسة للدعم.
وأشار إلى أن البرنامج لا يغفل أيضا حالة الأسر التي يكون فيها الزوج يعمل عملا غير منتظم أو بدخل غير ثابت، وهو ما يجعل حياة الأسرة معرضة للتقلبات المعيشية بشكل مستمر وفي كل هذه الحالات، يشترط برنامج "تكافل" أن تكون هناك أطفال ملتحقون بالتعليم، لأن الهدف الأساسي هو دعم الأسرة بطريقة تضمن حماية الأطفال وعدم تسربهم من المدارس، بما يعزز من فرصهم المستقبلية.
وأكد أنه عند النظر إلى كل هذه الفئات المستهدفة سنجد أن العامل المشترك بينها هو المرأة، فهي الأكثر تحملا للمسئولية، لذلك فإن بطاقة الدعم المخصصة لبرنامج "تكافل" تخرج في الغالب بل وفي أغلب الحالات باسم الزوجة، لأنها هي التي تمثل الأسرة، وهي الطرف الأكثر ثباتا في تحمل مسئولياتها اليومية.
وأضاف أن العدد الإجمالي للأسر المستفيدة من برنامج "تكافل وكرامة" يصل إلى 4.7 مليون أسرة، ومع ذلك تبقى الغالبية الكبرى من هذه الأسر تقودها نساء، وهو ما يعكس طبيعة الواقع الاجتماعي الذي يجعل المرأة في كثير من الأحيان الركيزة الأساسية لضمان استقرار الأسرة ومعيشتها، لهذا السبب، فإن البرنامج يعتمد على تمكين المرأة ودعمها ماليا واجتماعيا باعتبارها حجر الأساس في عملية حماية الأسرة.
وأوضح كذلك أن نسبة السيدات المستفيدات من "تكافل وكرامة" تتجاوز 75% من إجمالي عدد المستفيدين، وهي نسبة تعكس مدى الثقة في قدرة المرأة على إدارة الدعم وحسن استخدامه في تلبية احتياجات أسرتها كما تعكس أيضا حجم المسئوليات الملقاة على عاتقها، ودور الدولة في مساندتها وضمان توفير حياة كريمة لها ولأبنائها.
وأكد أن الوزارة مستمرة في تطوير آليات الاستهداف لتصل إلى كل أسرة تستحق الدعم، مع التركيز الدائم على تمكين المرأة وحمايتها اقتصاديا واجتماعيا، انطلاقا من إيمان الدولة بأن دعم المرأة هو دعم للأسرة بأكملها، وهو خطوة كبرى نحو مجتمع أكثر استقرارا وعدلا.















0 تعليق