لأول مرة شخصية الأنبا دوماديوس.. هدوء يصنع حضورًا

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شخصية الأنبا دوماديوس… هدوء يصنع حضورًا

رحلة روحية بدأت من قويسنا ووصلت إلى دير السريان

حوار يفتح قلب الراعي أمام أبناء إيبارشيته

 

الملتقى التوظيفي الثالث… مساحة أمل للشباب وفرص عملية


 

دعم الإيبارشية للشباب: من الوظائف إلى التدريب وبناء المستقبل

 

زيارة البابا تواضروس… دفعة قوية لمشروعات الإيبارشية

 

مشروعات تنموية: الصحة والتعليم والخدمة المتكاملة

 

مركز البطل الطبي… رعاية إنسانية تليق بالكرامة

 

الأندية الرياضية والاجتماعية… خدمة شاملة للإنسان
 

مركز علاج الإدمان… رؤية إنسانية لشفاء البيوت قبل الأفراد


 رسالة الكنيسة في استعادة الإنسان من الألم إلى الرجاء


 حين تقترب من الأنبا دوماديوس، مطران إيبارشية السادس من أكتوبر وأوسيم، تدرك سريعًا أنك أمام شخصية نُسِجت من هدوءٍ داخلي عميق، ومن حضورٍ روحي يسبق الكلمات فهو واحد من تلك النماذج الكنسية التي لا تعتمد على الصوت العالي ولا على الصخب، بل على الحكمة المتأنية، والابتسامة المطمئنة، والنظرة التي تشعّ محبة ووقارًا فمنذ ولادته في 20 يناير 1961 بمدينة قويسنا، ثم انطلاقه في طريق الرهبنة عام 1985 بدير السريان بوادي النطرون، تشكّلت ملامحه الروحية على يد الصمت والصلاة والطاعة.

على مدى سنوات طويلة قضاها راهبًا وخادمًا في الدير، تنقّل بين مسؤوليات عديدة: من المكتبة الاستعارية، إلى الخبيز، إلى الدوار والمجمع، فكان يعمل في صمتٍ تام، ويخدم بلا انتظار للظهور. وعندما خرج للخدمة خارج الدير، في إيطاليا وفي دير السيدة العذراء والأنبا موسى بتكساس، حمل معه ذات الهدوء وذات الروح التي تميل إلى الإصغاء قبل التوجيه، وإلى البناء قبل النقد، وإلى الاحتواء قبل أي شيء آخر.

وجاءت لحظة الرسامة في 10 مارس 2013، حين وضع قداسة البابا تواضروس الثاني يديه عليه، ليبدأ فصلًا جديدًا من الخدمة معتمدًا على خبرة سنوات طويلة في تسليم الآباء الكهنة وفي العمل الإداري والروحي بالدير. لكن ما يميّز الأنبا دوماديوس ليس المناصب ولا المهام، بل الشخصية نفسها: حزم ممزوج بوداعة، وقيادة هادئة لا تفقد حسمها، وقلبٌ يعرف كيف يفتح بابه للجميع بلا استثناء.

اليوم، وهو يقود إيبارشية واسعة تمتد من السادس من أكتوبر إلى أوسيم وتوابعها، يواصل الأنبا دوماديوس العمل بروح الراهب التي لم تتغيّر، وباتزان الراعي الذي يعرف أن خدمته ليست إدارة مواقع فحسب، بل رعاية نفوس وعائلات وشباب وبيوت ويكفي النظر إلى بصماته في الإيبارشية، وإلى دوره في المجمع المقدس كلجنة السجون، وإلى رئاسته للمجلس الإقليمي الإكليريكي للأحوال الشخصية، لندرك حجم الهدوء الذي يصنع عملًا كبيرًا دون ضجيج.

ي هذا الحوار، نقترب من تلك الشخصية التي جمعت بين العلم والعمل الروحي، بين المحاسبة والدير، بين الخدمة المحلية والمسؤولية العالمية ونصغي إلى رؤيته، ونتعرف على ملامح قيادته، ونكتشف كيف يرى التحديات الطارئة في خدمة القرن الحادي والعشرين، وكيف يحتفظ بسلامه الداخلي وسط زحام الحياة.


 هنا، يفتح الأنبا دوماديوس قلبه وكلماته ونفتح معه صفحة جديدة من التأمل والفهم والمعرفة فإلي نص الحوار :

ما الذي يميز الملتقى التوظيفي الثالث Job Hub هذا العام، وكيف ترى دور الإيبارشية في دعم الشباب وتوفير فرص العمل لهم؟

الملتقى التوظيفي الثالث يأتي هذا العام بصورة أوسع وأكثر تأثيرًا، إذ نعمل من خلاله على فتح أبواب حقيقية للشباب نحو العمل والتدريب والدخول إلى سوق العمل بمهارات جديدة. مشاركة أكثر من 50 شركة وتقديم ما يزيد على 3000 وظيفة و1000 فرصة تدريبية، يعكس اهتمام الإيبارشية بأن يكون للملتقى أثر مباشر وفعلي في حياة أبنائنا.

نحن لا نقدم وظائف فقط، بل نشارك في صناعة مستقبل الشباب، سواء من خلال فرص العمل أو برامج التدريب أو دعم المشروعات الصغيرة عبر جهاز تنمية المشروعات. ولذلك نعتبر هذا الحدث عنصرًا أساسيًا في رسالتنا تجاه المجتمع، التي تقوم على الحد من البطالة ومساندة التنمية المستدامة داخل نطاق الإيبارشية وخارجها.

هدفنا أن يجد كل شاب وشابة فرصة حقيقية تليق بقدرهم وطموحاتهم، وأن يشعروا أن الكنيسة دائمًا شريك في دعم خطواتهم نحو حياة مستقرة ومنتجة.

 شهدت إيبارشية ٦ أكتوبر  عددًا من الافتتاحات والأنشطة المهمة بيد قداسة البابا تواضروس الثاني، من وضع حجر أساس مستشفى “سندة” إلى افتتاح مدرسة “Virgin Mary” ومركز البطل الطبي كيف تقيّمون أهمية هذه المشروعات الجديدة ودلالتها على مستوى الخدمة داخل الإيبارشية؟

 

الزيارة المباركة لقداسة البابا تواضروس الثاني تمثل دفعة قوية لمسيرة التنمية والخدمة بإيبارشية ٦ أكتوبر. فهذه المشروعات ليست مجرد مبانٍ تُفتتح، بل هي استثمار مباشر في الإنسان، في صحته وتعليمه وكرامته وجودة حياته فقد وضع حجر أساس مستشفى “سندة” خطوة استراتيجية ستوفر خدمة طبية راقية لأبناء المنطقة في المستقبل وايضا وافتتاح مدرسة “Virgin Mary” يعكس اهتمام الكنيسة ببناء أجيال متعلمة تمتلك أدوات النجاح سواء في المسار اللغوي أو الدولي أما مركز البطل الطبي، بما يضمه من وحدات غسيل كلوي وعيادات تخصصية، فهو إضافة كبيرة تخدم المرضى وتخفف عنهم مشقة التنقل وتضمن رعاية صحية متكاملة، إلى جانب الناديين الرياضي والاجتماعي اللذين يقدمان خدمات نوعية للأسر والشباب فهذه المشروعات تؤكد أن الإيبارشية تعمل بروح رؤية واضحة: تقديم خدمة متكاملة تشمل الجانب الروحي، والطبي، والتعليمي، والاجتماعي، بما يليق بكرامة الإنسان وبإيمان الكنيسة برسالتها تجاه المجتمع.

 

هناك  مركز البطل الطبي بكنيسة الشهيد مار جرجس بمدينة الفردوس، وهو مركز يضم وحدات غسيل كلوي وعيادات تخصصية متعددة كيف ترون أهمية افتتاح هذا المركز، وما الذي يقدمه من إضافة حقيقية لخدمة أبناء الإيبارشية؟


 


 


 

افتتاح مركز البطل الطبي يعد خطوة مهمة في تطوير الخدمة الصحية داخل إيبارشية ٦ أكتوبر، لأنه يوفر رعاية طبية متكاملة وقريبة من أبناء المنطقة. المركز بدأ بـ ٨ وحدات لغسيل الكلى مع خطة واضحة للتوسع لتصل إلى ٢٤ وحدة، وهو ما يلبي احتياجًا حقيقيًا لعدد كبير من المرضى الذين يعانون من مشقة التنقل للعلاج.


 

كما يضم المركز عيادات خارجية في تخصصات متعددة مثل الأسنان، والرمد، والباطنة، والأورام، والعظام، والجراحة، إلى جانب خدمات التحاليل، مما يجعله مركزًا متكاملًا يقدم خدمات طبية متنوعة تحت سقف واحد.


 

هدفنا أن يشعر كل مريض بالكرامة والاهتمام، وأن تكون الكنيسة شريكًا فعليًا في رفع المعاناة وتقديم خدمة إنسانية تليق بأبناء الإيبارشية


 


 


 


 


 

إلى جانب افتتاح مركز البطل الطبي، تم اليوم افتتاح نادي رياضي وآخر اجتماعي لخدمة أبناء الإيبارشية. ما الهدف من إنشاء هذه الأندية، وكيف تسهم في تعزيز دور الكنيسة المجتمعي؟


 


 

افتتاح النادي الرياضي والنادي الاجتماعي يعكس إيمان الإيبارشية بأن خدمة الإنسان لا تقتصر على الجانب الروحي فقط، بل تمتد لتشمل بناءه جسديًا ونفسيًا واجتماعيًا. هذه الأندية توفر للشباب والأسر بيئة آمنة لممارسة الرياضة، وتنمية مهاراتهم، وقضاء وقت ممتع في إطار صحي وأخلاقي.


 

النادي الرياضي يقدم مساحات لممارسة الأنشطة والحركة، بينما يوفر النادي الاجتماعي مكانًا للتلاقي وبناء العلاقات وتنظيم الفعاليات العائلية والشبابية.


 

هدفنا أن يشعر كل فرد بأن الكنيسة حاضرة في كل تفاصيل حياته، تدعم صحته، وتنمي مواهبه، وتحتضن طاقاته، وتوفر له بديلًا إيجابيًا يسهم في بناء مجتمع قوي ومتوازن.


 


 


 

علمنا أن الإيبارشية تمتلك أيضًا مركزًا لعلاج الإدمان فكيف بدأت فكرة إنشاء هذا المركز، وما الهدف الأساسي الذي تسعون لتحقيقه من خلاله؟


 فكرة إنشاء مركز لعلاج الإدمان جاءت نتيجة احتكاك مباشر بمعاناة عدد كبير من الأسر التي تعاني في صمت بسبب أحد أفرادها. رأينا أن الإدمان لم يعد مشكلة فردية، بل أزمة تؤثر على البيت كله، وتحتاج إلى تدخل إنساني وروحي وعلمي في الوقت نفسه.

من هنا جاءت الرؤية لإنشاء مركز متخصص يقدم علاجًا مهنيًا على أيدي متخصصين، مع دعم نفسي وروحي لإعادة بناء الإنسان من جديد. هدفنا هو استعادة الإنسان، أن نعيده إلى نفسه وإلى أسرته وإلى المجتمع، وأن نكسر جدار الخوف والوصمة التي تمنع الكثيرين من طلب المساعدة.

نحن نؤمن أن الكنيسة دورها يشمل حماية الإنسان في كل أبعاده، ولذلك كان من الضروري أن نفتح بابًا للرجاء لكل من يشعر أنه فقد السيطرة على حياته، ليجد مكانًا يحتضنه ويعطيه فرصة حقيقية للبدء من جديد.

ليه الاهتمام بتربية الطفل من الصغر مهم؟ وهل فيه أنشطة عملية عندكم لدعم ده؟

لاهتمام بتربية الطفل من الصغر مهم لأنه بيشكل شخصيته وقيمه وسلوكياته في المستقبل. احنا عندنا أنشطة عملية لدعم نمو الطفل، زي وجود بسين للسباحة وملعب للعب والتفاعل الاجتماعي، وده بيساعد على تنمية مهاراته البدنية والاجتماعية في بيئة آمنة وممتعة

متى وأين تم تدشين كاتدرائية “العذراء ومار مرقس”؟

تم تدشين كاتدرائية السيدة العذراء والقديس مار مرقس صباح يوم الأحد 9 نوفمبر 2025 بمدينة 6 أكتوبر، حيث يوجد مقر مطرانية 6 أكتوبر.

كم عدد الحضور في صلوات التدشين؟

بلغ عدد الحاضرين في كنيستي السيدة العذراء والطابق الأول للقديس مار مرقس حوالي أربعة آلاف شخص.

ما هي المذابح التي تم تدشينها في الكاتدرائية؟

تم تدشين: المذبح الرئيس باسم القديس مار مرقس والمذبح البحري باسم الشهيد مار جرجس والمذبح القبلي باسم القديسين الروميين مكسيموس ودوماديوس

ما أبرز الرسائل التي وجهها قداسة البابا خلال القداس في الافتتاح ؟

ان الكنيسة هي موضع الكلمة المقدسة لتعليم الإنجيل والكنيسة هي محل الصلوات والأسرار المقدسة والكنيسة هي موضع الصحبة المقدسة عبر الأب الكاهن. والكنيسة هي موضع الشفاعة المقدسة بالقديسين والعذراء مريم كما أكد أهمية الشكر على النعم اليومية والعيش برضا وسعادة.

كيف تسهم الكنيسة والكهنة في تقديم الخدمات الطبية للمجتمع؟ 

تلعب الكنيسة دورًا مهمًا في خدمة المجتمع ليس فقط على المستوى الروحي، بل أيضًا على المستوى الصحي والإنساني. فكل كاهن في كنيسته يحرص على توفير مستوصف طبي مجهز يقدم خدمات طبية متنوعة للجميع، مما يتيح للأهالي الحصول على رعاية صحية قريبة وبجودة مناسبة. 

إلى جانب ذلك، يقوم الآباء بتنظيم قوافل طبية منتظمة في القرى والمناطق النائية، حيث يتم تجهيز أماكن الكشف الطبي بعناية، ويتم توزيع الأدوية والعلاج بالمجان لكل المحتاجين، دون النظر إلى ديانتهم، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين. هذه القوافل تشمل الكشف على المرضى، تقديم النصائح الطبية، وتوفير العلاج اللازم، مما يخفف العبء عن الأسر ويعزز صحة المجتمع بشكل عام. 

من خلال هذه المبادرات، تظهر الكنيسة والأب الكاهن كجزء فاعل من المجتمع، يسعى لخدمة الناس بكل حب ورحمة، ويعكس التزامه بتقديم الرعاية لكل فرد، بما يحقق التلاحم الاجتماعي ويعزز قيم الإنسانية والخدمة المجتمعية. 

هل الكنيسة تفرق بين المحتاجين عند تقديم المساعدات الغذائية؟ 

لا، الكنيسة تقدم المساعدات الغذائية لجميع المحتاجين دون أي تمييز. يتم توزيع الطعام على المسلمين والمسيحيين على حد سواء، حيث نؤمن بأن خدمة الإنسان تأتي أولًا وقبل أي اعتبار آخر. هذه المبادرة تعكس قيم الرحمة والمحبة والإنسانية، وتهدف إلى دعم الجميع وإظهار التضامن الاجتماعي في كل الظروف

 في ظل الحروب والصعوبات، ماذا تقول للناس في مصر؟

أقول لكل المصريين أن الله خالق الجميع، سواء كانوا مؤمنين أو ملحدين أو من ديانات مختلفة، وأن رحمته واسعة وصبره طويل على كل من يخطئ، حتى القتلة والزناة. الله يمنحنا دومًا فرصًا كثيرة للتوبة والإصلاح، لذلك علينا أن نتمسك بالأمل، ونعيش حياتنا بالخير والمحبة، ونسعى للتغيير الإيجابي في أنفسنا ومجتمعنا، مهما كانت الظروف صعبة

تمام، ده نسخة أطول وموسعة للسؤال والجواب بأسلوب سردي ملهم:

ماذا تقول للإنسان عن حياته وسلوكه في عالم مليء بالتحديات؟

 أقول للإنسان أن يسعى دائمًا لأن يكون مسالمًا ومحبًا للآخرين، لأن الله لا يحب أن نؤذي أحدًا بالكلام أو بالفعل، ولا يحب أن نقتل أو نكره أي شخص. الله خلقنا جميعًا ليعيش كل إنسان في سلام، ويريدنا أن نكون قادرين على الحب والتسامح رغم صعوبة الظروف من حولنا.

صحيح أن المثالية شبه مستحيلة في عالم مليء بالشرور والظلم، وأننا لن نجد أبدًا حياة خالية من الأخطاء أو الصراعات، لكن هذا لا يعني أن نتخلى عن السعي للخير. الإنسان مدعو لأن يكون صالحًا في أقواله وأفعاله وأفكاره، وأن يحاول نشر المحبة والرحمة في كل مكان، سواء في بيته أو مجتمعه أو علاقاته مع الآخرين.

علينا أن نتذكر أن كوننا صالحين لا يعني أننا مثاليون، بل يعني أننا نحاول دائمًا اختيار الطريق الصحيح، ونصلح ما نستطيع إصلاحه، ونتعلم من أخطائنا. بالعمل على تحسين أنفسنا ونشر الخير، نصبح نورًا وسط الظلام، ونساعد في بناء مجتمع أكثر سلامًا وعدلاً، وهو ما يرضي الله ويقربنا منه في حياتنا اليومية.

0da22ab40b.jpg
9dee44c258.jpg


 

292.jpg


 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق