في ظل الإيقاع السريع للحياة اليومية، ينسى كثيرون تناول الكمية الكافية من الماء، رغم أن الترطيب يعد أحد أهم عناصر الحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية.
ويعد الماء ليس مجرد مشروب يطفئ العطش، بل هو عنصر أساسي يساعد في تنظيم حرارة الجسم، تحسين الهضم، دعم صحة البشرة، وتعزيز وظائف الدماغ.
ومع ذلك، يبقى السؤال الأكثر تداولًا: ما هي الكمية التي يحتاجها الجسم يوميًا، ولماذا يعد الترطيب المنتظم ضرورة لا يمكن تجاهلها؟.
أهمية الترطيب لصحة الجسم
لا يدرك الكثيرون أن الماء يشكل أكثر من نصف وزن الإنسان، وأن أي انخفاض بسيط في نسبة السوائل داخل الجسم قد ينعكس فورًا على النشاط الذهني والبدني، فالترطيب الجيد يساعد في نقل العناصر الغذائية داخل الجسم، كما يساهم في التخلص من السموم عبر الكلى والعرق والتنفس.
ووفقًا لتقارير طبية متعددة، فإن نقص الماء قد يؤدي إلى الشعور بالخمول، الجفاف، الصداع، وصعوبة التركيز، إضافة إلى تأثيره السلبي على البشرة والمفاصل.
ما الكمية المناسبة من الماء يوميًا؟
رغم عدم وجود رقم واحد يناسب الجميع، فإن معظم التوصيات الطبية تشير إلى أن الاحتياج اليومي يتراوح بين 6 و8 أكواب للبالغين، لكن هذه الكمية تختلف وفق عدة عوامل، أبرزها:
- العمر
- الوزن
- مستوى النشاط البدني
- طبيعة المناخ المحيط
- الحالة الصحية العامة
الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أو يعيشون في مناخ حار يحتاجون إلى كمية أكبر لتعويض السوائل المفقودة.
كما أن الحوامل والمرضعات يجب أن يزيدن من استهلاك الماء يوميًا لتلبية احتياجات أجسامهن.
لماذا يحتاج الجسم إلى كمية كافية من الماء؟
للماء دور رئيسي في تعزيز وظائف الجسم المختلفة، فهو:
- يحافظ على توازن الأملاح والمعادن داخل الخلايا
- يدعم عملية التمثيل الغذائي
- يساعد على نقل الأكسجين والمواد الغذائية
- يساهم في الحفاظ على مرونة الجلد
- يقلل من احتمالات الإصابة بالجفاف والمضاعفات المرتبطة به
وقد أثبتت دراسات أن شرب الماء بانتظام يساهم في تحسين المزاج والأداء الذهني، كما يساعد على التحكم في الشهية، ما يجعله عاملًا مهمًا في دعم جهود فقدان الوزن.
أفضل أوقات شرب الماء خلال اليوم
لتحقيق أقصى استفادة، ينصح الخبراء بتوزيع شرب الماء على مدار اليوم، بدلًا من تناول كميات كبيرة دفعة واحدة، ومن الأوقات الموصى بها:
- بعد الاستيقاظ مباشرة لتعويض السوائل المفقودة خلال النوم
- قبل كل وجبة بنحو نصف ساعة لتحسين الهضم
- قبل ممارسة التمارين الرياضية
- قبل النوم بساعات قليلة لدعم وظائف الجسم الليلية دون التأثير على النوم
كما يُنصح بمراقبة لون البول، حيث يُعد مؤشرًا واضحًا على مستوى الترطيب؛ فكلما كان لونه فاتحًا دل ذلك على ترطيب جيد.
مصادر أخرى للترطيب
رغم أن الماء هو المصدر الأساسي، إلا أن الجسم يحصل على جزء من الترطيب من الأطعمة الغنية بالسوائل مثل الخيار، البطيخ، الطماطم، والكرفس، إضافة إلى المشروبات الطبيعية غير المحلاة.
ومع ذلك، تبقى المشروبات الغازية والمنبهات خيارًا غير مناسب بسبب تأثيرها المدر للبول.
نصائح للحفاظ على الترطيب طوال اليوم
لضمان استهلاك كمية كافية من الماء، يمكن اتباع عدة استراتيجيات بسيطة، مثل:
- حمل زجاجة ماء في كل مكان
- ضبط تذكيرات على الهاتف
- شرب كوب ماء مع كل مهمة يومية ثابتة مثل الاجتماعات أو تناول الأدوية
- استبدال المشروبات الغازية بالماء أو العصائر الطبيعية











0 تعليق