صدر حديثا عن دار إيقاعات للنشر والتوزيع كتاب جديد للناقد عبدالله السمطي بعنوان كولجة التاريخ وسردية المكان: عائشة المحمود في رواية عباءة غنيمة، في طبعته الاولى لشهر نوفمبر 2025. يأتي الكتاب بوصفه قراءة نقدية معمقة تتابع اشتغال الرواية على مزج التاريخ بالمكان، واعتماد رؤية سردية تستند إلى التوتر الدلالي والدهشة المتولدة من المفارقة، والرؤية الضدية، وتشكيل واقعي ينبثق من تحولات اللحظة.
الأحداث التاريخية
ويقدم “السمطي” قراءة تكشف كيف اعتمدت الكاتبة على ما يسميه كولجة للاحداث التاريخية وتفاصيل المكان، حيث تنبثق فاعلية العمل الروائي من اللحظة التي يبدأ فيها السرد بإشاعة توتر دلالي لدى القارئ، يتولد من الصدمة السياقية او من المفارقة السردية او من توقعات تتبدل مع حركة الاحداث. ويشير الكتاب إلى ان هذا التوتر يقود في التوّ إلى عمل متعدد الاصوات والدراما، غنيا بمستويات الوصف والحركة، ما يكسب الرواية مصداقية فنية وجاذبية تستدعي القراءة الفاحصة.
ويتألف الكتاب من ثلاثة فصول؛ يتناول الفصل الاول بنية الرواية الفنية والمضمونية، وكيف بنت الكاتبة علاقاتها السردية بين الفصول والاحداث والرؤية السردية. ويركز الفصل الثاني على الشخصيات، وهواجسها الداخلية، وتحولاتها، وجدلية الامكنة في الخطاب الروائي. اما الفصل الثالث فيرصد قسمات الخطاب السردي من حيث شاعرية المقدمات، ومستويات اللغة، وقراءة الوصفي والسردي.
ويوضح الكتاب أن رواية عباءة غنيمة الصادرة عن دار الساقي عام 2022 ارتكزت على بعد مكاني واضح يبدأ من الفريج في الكويت لينتقل إلى فضاءات اوسع تشمل الكويت وبيروت والقاهرة واللاذقية وباريس. هذا الامتداد الزماني والمكاني وسّع فضاء الرواية واضفى توترا سرديا بين الامكنة والازمنة، كما منح العمل حركة دائرية تبدأ بتاريخ الغزو العراقي للكويت وتنتهي عنده، من ولادة فيصل بطل الرواية إلى رحيله في ختامها.
ووتوضح القراءة النقدية أن الرواية تتوزع على ثلاثة فصول تتقاطع فيها عناوين داخلية ومشاهد سردية متتابعة تمضي قدما عبر استمرارية الاحداث. وتظهر بنية الرواية وهي تحتضن احداثا اجتماعية وعاطفية وواقعية، قدمتها عائشة المحمود بتقانة سردية محكمة، وبجماليات متعددة المستويات، وحركة فاعلة تمنح العمل حيوية جياشة وتفاعلا قرائيا لافتا.









0 تعليق