نقابة الصحفيين السودانيين: تسجيل 556 حالة انتهاك خلال الحرب و32 قتيلًا

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكدت نقابة الصحفيين السودانيين اليوم الجمعة، أن الحرب الدائرة في البلاد أدت إلى تصاعد مقلق في الانتهاكات التي تتعرض لها كوادر الإعلام، مشيرة إلى رصد 556 حالة انتهاك خلال الفترة الأخيرة، شملت الاعتقالات التعسفية، المنع من ممارسة العمل الصحفي، والمضايقات المستمرة، إضافة إلى سيطرة ميليشيات الدعم السريع على بعض المرافق الإعلامية ومحاولة تكميم الأفواه.

اسكات الاصوات المستقلة وترويع الصحفيين 

 

وقالت النقابة في بيان رسمي إن هذه الانتهاكات تأتي ضمن جهود متعمدة لإسكات الأصوات المستقلة وترويع الصحفيين الذين يغطون أحداث النزاع، مؤكدة أن الاعتداء على الإعلام أصبح أداة استراتيجية في الحرب، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، والتي عمدت إلى استخدام التهديد والترهيب لضمان بقاء السرد الإعلامي وفق مصالحها.

وأوضح البيان أن الانتهاكات لم تقتصر على الاعتقال والمنع، بل شملت أيضًا الاعتداءات الجسدية والملاحقة القانونية والتضييق على حرية العمل في وسائل الإعلام، ما أدى إلى صعوبة أداء الصحفيين لمهامهم، خصوصًا في خطوط التماس والمناطق الساخنة. 

وأشارت النقابة إلى أن عدد الصحفيين والموظفين الإعلاميين الذين فقدوا حياتهم ارتفع إلى 32 قتيلًا منذ بداية الحرب، فيما لا يزال العديد معرضين للخطر في ظل تدهور الوضع الأمني وعدم وجود حماية فعالة.

ولفت البيان إلى أن الصحفيات يواجهن بشكل خاص حملات هجوم رقمي منظمة تشمل التنمر، التشهير، اختراق الخصوصية، والسب على منصات التواصل الاجتماعي، في محاولة لإسكات الرأي المستقل وملاحقة التقارير التي تكشف عن الانتهاكات والفساد والممارسات غير القانونية.

 وأكدت النقابة أن هذه الهجمات الرقمية تمثل تحديًا جديدًا يضاف إلى المخاطر التقليدية التي يتعرض لها الإعلاميون في الميدان.

وأشار البيان إلى أن استهداف الإعلام لم يقتصر على الصحفيات فقط، بل شمل جميع العاملين في وسائل الإعلام، مع تصاعد محاولات التضييق وفرض رقابة غير رسمية من قبل أطراف النزاع المختلفة، بما أدى إلى تعطيل وصول المعلومات الدقيقة والموثوقة إلى الجمهور. 

وأكد بيان النقابة أن استمرار هذه الانتهاكات يعكس ضعف آليات الحماية الدولية والمحلية للصحفيين، ويجعل من حرية الإعلام في السودان قضية مهددة بشكل كبير.

وخلص التقرير  إلى أن ما يجري يُعد تهديدًا مباشرًا ليس فقط للصحفيين، بل أيضًا للمجتمع بأسره، إذ يؤدي تقييد حرية الإعلام إلى انعدام الشفافية وتفشي الإفلات من العقاب، ويعطي ميليشيات الدعم السريع فرصة لتضليل الرأي العام وفرض سردية أحادية، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية ويعطل جهود حل النزاع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق