البابا لاوُن الرابع عشر يبدأ زيارته الرسولية من تركيا: دعوة إلى الأخوّة والسلام

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ألقى البابا لاوُن الرابع عشر بابا الفاتيكان أولى كلمات زيارته الرسولية، التي بدأها في تركيا قبل الانتقال إلى لبنان، خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وممثلي السلطات، وأعضاء السلك الدبلوماسي في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وجاء اللقاء عقب استقبال رسمي وزيارة خاصة للرئيس التركي، ثم زيارة ضريح كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية.

وفي مستهل كلمته، أعرب قداسة البابا عن شكره على حفاوة الاستقبال، مؤكِّدًا سعادته بأن تكون تركيا المحطة الأولى في حبريته، باعتبارها أرضًا ارتبطت بجذور المسيحية، ومكانًا يحمل رسالة أخوّة جامعة لأبناء إبراهيم وللبشرية جمعاء رغم اختلافاتهم.

إشادة بالثراء الثقافي والدور التاريخي لتركيا

توقف بابا الفاتيكان عند التنوع الثقافي والفني والروحي الذي تتميّز به تركيا، والذي يبرهن على أن الحضارات الكبرى تتشكل عندما تتلاقى الأفكار والتقاليد المختلفة. ورغم أن التاريخ الإنساني شهد قرونًا من النزاعات، شدد البابا على أن الإرث الحضاري الكبير لتركيا يمثّل مسؤولية وهبة في الوقت ذاته.

“جسر الدردنيل”.. رمز لوحدة تركيا ودورها العالمي

وأشار البابا إلى شعار الزيارة الذي يتضمن صورة جسر الدردنيل، مؤكدًا أنه يعكس الدور المحوري لتركيا في وصل الشرق بالغرب، وآسيا بأوروبا، والأهم من ذلك ربط مناطق البلاد ببعضها. وقال إن "أي مجتمع ينهض بالتعددية، وما يجعله مجتمعًا متحضرًا هو الجسور التي تجمع أبناءه".

إسهامات المسيحيين في الهوية التركية

أكد البابا لاوُن الرابع عشر رغبة المسيحيين في الإسهام الإيجابي في وحدة تركيا، مشيرًا إلى تقديره العميق لإسهامات البابا يوحنا الثالث والعشرين، الذي يُعرف في تركيا بـ"البابا التركي" بسبب صداقته الكبيرة للشعب التركي. كما استعاد دور البابا الراحل حين كان نائبًا للاتين في إسطنبول ومبعوثًا رسولياً في تركيا واليونان خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.

ثقافة اللقاء والإنسان أولًا

ذكّر البابا بثقافة اللقاء التي شدد عليها البابا فرنسيس، في مواجهة "عولمة اللامبالاة"، داعيًا إلى الإصغاء لآلام الفقراء وصرخة الأرض.
وتحدث عن العدالة والرحمة والتضامن باعتبارها معايير حقيقية للتنمية، مشددًا على ضرورة احترام كرامة وحرية كل إنسان بوصفه ابنًا لله.

ولفت إلى خطورة التطورات التكنولوجية التي قد تؤدي إلى تفاقم الظلم، مستشهدًا بالذكاء الاصطناعي وتبعاته المحتملة، داعيًا إلى تعاون عالمي لإعادة توجيه مسار التطور وحماية وحدة العائلة البشرية.

دعم العائلة ودور المرأة في المجتمع

وأكد البابا أهمية العائلة في المجتمع التركي، مشددًا على ضرورة دعم مركزيتها، ومواجهة النزعات الفردانية، وتعزيز مشاركة النساء في التنمية الاجتماعية. وقال: "فقط بالمحبة تتعمق حياتنا الداخلية وتتقوى هويتنا".

تركيا ودورها في استقرار المنطقة وصناعة السلام

أعرب البابا عن أمله في أن تكون تركيا مصدر تقارب بين الشعوب وخدمة سلام عادل ودائم، مشيرًا إلى أن زيارات أربعة بابوات سابقين لهذا البلد تؤكد رغبة الكرسي الرسولي في تعزيز التعاون المشترك وبناء عالم أفضل.

وحذّر من أن العالم يعيش "حربًا عالمية ثالثة مجزأة"، مع استنزاف كبير للموارد نتيجة الصراعات، مؤكدًا أن المستقبل على المحك، وأن الأولويات المشتركة هي:
السلام، القضاء على الفقر والجوع، الصحة، التعليم، وحماية البيئة.

 دعوة إلى السير معًا نحو مستقبل أفضل

اختتم البابا لاوُن الرابع عشر كلمته مؤكدًا استعداد الكرسي الرسولي للتعاون مع كل الأمم التي تعمل على تحقيق التنمية الشاملة للإنسان، داعيًا إلى "السير معًا في الحقيقة والصداقة، بثقة متواضعة في معونة الله".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق