الخميس 27/نوفمبر/2025 - 06:26 م 11/27/2025 6:26:51 PM
لا تزال قضية تطوير التعليم فى مصر محورًا رئيسيًا للنقاش العام، خاصة مع تكرار الوعود الحكومية حول إنهاء مشكلات مزمنة تعانى منها المدارس منذ عقود، فقد تابعت تصريحات صحفية سابقة لوزير التربية والتعليم والتعليم الفنى محمد عبداللطيف عن انتهاء أزمة كثافة الفصول وعجز المعلمين، هذا بجانب دراسة الوزارة لصرف حافز شهرى بقيمة 1000 جنيه للمعلمين، و5000 جنيه لمديرى المدارس لتوفير العمال وأفراد الأمن وتحسين منظومة العمل للعملية التعليمة لمدارسنا التى تعانى الأمرين.
ولكن الحقيقة المرة التى يجب أن نعرفها جميعًا أن تصريحات المسئولين فى بلد يسعى للنهوض والتطوير ما هى إلا حبرًا على ورق، وأن الواقع على الأرض يُكذب كثيرًا من هذه التصريحات، خاصة فى مدرسة ترسا الرسمية للغات التابعة لإدارة أبوالنمرس التعليمية بمحافظة الجيزة.
فالمدرسة تواجه عجزًا حادًا فى أعداد المعلمين الأساسيين، إذ يعمل بها أكثر من 60% من المدرسين بنظام الحصة، مما يهدد استقرار العملية التعليمية ويجعل الطلاب ضحية لنقص الكوادر الأساسية، وأزيدكم من البيت شعرًا اعتماد المدرسة على التبرعات لسداد رواتب أغلب العمال المنوط بهم نظافة المدرسة، فى مشهد يطرح علامات استفهام كبرى حول دور الوزارة والإدارة التعليمية فى دعم المدارس الحكومية، وخاصة المدارس الرسمية للغات التى يفترض أن تقدم خدمة تعليمية أكثر تطورًا بعد زيادة فى قيمة المصروفات الدراسية، التى تجاوزت 100%.
فنرى حاليًا أن الفجوة الواضحة بين تصريحات السيد الوزير والواقع الفعلى داخل المدارس تثير تساؤلات مشروعة حول مدى جدية الحكومة فى حل مشكلات التعليم، وهل تمثل تصريحات الوزير خطوة فعلية على طريق الإصلاح.. أم أنها مجرد رسائل إعلامية؟ وأين هى خطط الوزارة التى تحدث عنها الوزير لتحسين بيئة العمل وتوفير معلمين مؤهلين، ودعم إدارات المدارس بإمكانات تضمن تقديم تعليم لائق؟
أدعو السيد وزير التربية والتعليم إلى زيارة ميدانية عاجلة لمدرسة ترسا الرسمية للغات، وغيرها من المدارس التى تعانى نفس الظروف فى الجيزة للاطلاع على حقيقة ما يجرى ومعايشة الواقع بعيدًا عن التقارير المكتبية الكاذبة.














0 تعليق