الأربعاء 26/نوفمبر/2025 - 09:35 م 11/26/2025 9:35:15 PM
كأن الكون يصلح خطأه كلما غنت،
فتستقيم الطرق،
وتعود للعتمة ذائقتها القديمة،
وتجلس أمام باب الفجر
تنتظر صوتًا يشبه المطر حين ينسى مكان سقوطه.
فيروز
يا امرأة خرجت من حنجرة الصباح
كما تخرج نجمة أخيرة من لهاث الليل.
رفيقة الهزائم،
تحط على كتفك حين يثقل العالم،
فتمسح بغنائها التعب المتراكم،
وتقول لك:
«قم فقد مرت غيمة خفيفة،
ولا يزال العمر صالحًا للحب»
فى الانتصارات أيضًا،
تشرعين للفرح نافذة
ونقف خلفها مثل أطفال يلتقطون الضحكة من الهواء،
كأنها شىء يمكن القبض عليه،
وتعدين أرواحنا بأن الطريق
مهما طال
سينتهى إلى بيت يفتح ذراعيه.
يا فيروز،
يا شفاء ضاحكًا
حين تهزم الطمأنينة فى صدورنا،
يا وطنًا معلقًا
على أوتار لا تشيخ،
نحمله فى سفرنا
وفى غربتنا التى تعلمنا أن نرجع إليها
كلما انكسر فى القلب شىء.
كيف نفهم الغربة
من دون أغنية تقول:
«راجعين يا هوا»
وتعقد فى صدورنا معنى العودة؟
وكيف نحب الوطن
من دون أن نسمعك
تعيدين تشييد روحه
كما لو أنك ترفعينه من على الركام؟
فى ميلادك،
نضع الهدايا جانبًا
ونصغى فقط.
فأنت هدية الموسيقى،
ووشمة الحنان
على كتف كل من مر بدهشته الأولى
من صوتك.
كل عام وأنت
الملاك الذى يمر
فيفتح فى صدورنا نافذة،
ويترك ضوءه يمشى طويلًا
فى الدروب المعتمة.

















0 تعليق