قال الفنان نور النبوى إنه تحمس للمشاركة فى فيلمه الجديد «كان ياما كان»، لأنه يحكى عن واقع قريب من الناس، وليس مجرد قصة رومانسية عادية، مشيرًا إلى أنه دائمًا يختار أعمالًا صادقة، ويحب التواجد فى الشارع باستمرار للتعلم من الناس.
وأشاد «نور»، خلال حواره التالى مع «الدستور»، بالفنانة ياسمينا العبد، واصفًا إياها بأنها متعاونة، وحدث بينهما تناغم كبير سيظهر على الشاشة.
وكشف عن احتمالية تقديمه مسلسلًا دراميًا فى رمضان المقبل، وترحيبه بتقديم عمل مسرحى، لأنه يحب أن يرى التفاعل المباشر للجمهور مع الفنانين، لافتًا إلى أهمية دعم والده الفنان خالد النبوى له، وكذلك الأصدقاء.
■ بداية.. لماذا تعتبر فيلمك الجديد «كان ياما كان» مختلفًا؟
- فيلم «كان ياما كان» بالنسبة لى ليس مجرد تجربة فنية عادية، بل يعتبر مشروعًا قريبًا جدًا من قلبى؛ لأن الفكرة الأساسية تتحدث عن الإنسان قبل أى شىء، وعن مشاعر بسيطة لكنها حقيقية جدًا.
استغرق العمل على الفيلم فترة طويلة جدًا، تصل إلى نحو عام كامل، بين تحضيرات وتصوير وبروفات وقراءات متكررة للسيناريو. وأكثر ما جعلنى متحمسًا للفيلم هو إحساسى بأن القصة صادقة وليست مصطنعة، بل تحكى عن علاقة إنسانية فيها خوف وتوتر وحب وأسئلة كثيرة.. شعرت بأننى لا أتقمص، بل أعيش شخصية حقيقية.
■ ما الفكرة التى يناقشها العمل؟
- الفيلم يناقش فكرة العلاقات التى تبدأ دون تخطيط، ودخول شخص فى حياة آخر فى توقيت غريب. هو ليس فيلمًا رومانسيًا تقليديًا، بل أقرب لحكاية عن ناس شبهنا فى الشارع وفى البيوت وفى المواصلات. الشخصيات تواجه صراعات داخلية خلال الفيلم أكثر من الصراعات الخارجية. وسيرى الجمهور كيف يشعر الإنسان بالخوف عندما يقع فى الحب، وعندما يحب ويخاف كيف يهرب من ذلك، وبعدما يهرب كيف سيراجع نفسه.
■ التعاون مع المخرج أحمد عماد والمؤلف إياد صالح كيف كان؟
- أحمد عماد مخرج حساس جدًا، يهتم بالتفاصيل الصغيرة التى من الممكن ألا يلاحظها الجمهور لكنها فارقة بالنسبة للممثل نفسه.
كنا نعيد المشاهد فى بعض الأوقات، ليس بسبب أخطاء تقنية، بل للبحث عن إحساس أصدق. أحببت العمل معه لأنه يحترم الممثل، ويحرص على الاستماع إلى وجهة نظره. أما إياد فهو صديق عزيز وتعاونت معه من قبل فى «الحريفة»، وبيننا حالة تناغم كبيرة فى الأفكار.
■ كيف كان التصوير فى مدينة الأقصر؟
- لم تكن مدينة الأقصر مجرد موقع تصوير بالنسبة لى، بل كانت مكانًا عشت فيه تجربة إنسانية وروحية استثنائية؛ شعرت هناك بعظمة التاريخ وأصالة الحضارة وجمال الطبيعة الذى يمنح الإنسان حالة من الصفاء والهدوء الداخلى. هذا المكان العريق ترك أثرًا عميقًا فى نفسى كممثل، وأسهم فى منحى طاقة خاصة، وانعكس بشكل واضح على أدائى الفنى وشعورى بالشخصية التى أقدمها.
■ ما رأيك فى الحب والزواج؟
- الحب جميل.. وهو بالنسبة لى ليس مجرد شعور عابر، بل هو جوهر الحياة وأساس وجود الإنسان، أراه حاجة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، فهو شىء مهم فى حياتنا وأساس حياتنا. وأما عن الزواج فهو أمر ضرورى للاستقرار، والأهم هو اختيار الوقت المناسب لهذا القرار. الزواج الناجح يعتمد على التفاهم والمشاركة الحقيقية، وليس على الشكل أو التقاليد فقط، فالشخص الذى يجد شريكًا يفهمه ويدعمه يمكنه أن يعيش حياة متوازنة أكثر، وهذا يؤثر بشكل إيجابى على كل جوانب حياته.
■ هل من الوارد أن ترتبط بفتاة أجنبية؟
- نعم.. لأن الحب يتجاوز حدود اللغة والثقافة، حتى لو لم نتحدث اللغة نفسها، أو لم نأت من الخلفية الثقافية نفسها، يمكننا أن نتفاهم ونجد قواسم مشتركة تربطنا، الفكرة أن التواصل الحقيقى لا يقتصر على الكلمات فقط، بل يشمل المشاعر والأفكار والسلوكيات. وأحيانًا نجد أن الشخص من ثقافة مختلفة يشبهنا فى الجوهر وفى طريقة التفكير، وهذا يجعل العلاقة ممكنة وممتعة جدًا، الحب هو لغة عالمية، وإذا كان هناك احترام متبادل ورغبة صادقة فى الفهم، فالاختلافات تجعل العلاقة أكثر نجاحًا.
■ ما هواياتك؟
- بعيدًا عن الكاميرات، أحب أن أعيش الحياة بكل تفاصيلها؛ أحب الشارع.. دائمًا فى الشارع، وأحب الذهاب للسينما باستمرار، ومشاهدة أفلام مختلفة سواء مصرية أو عالمية، لأنها تمنحنى طاقة وإلهامًا.
وأحب تجربة أشياء جديدة، مثل السفر واستكشاف أماكن وثقافات مختلفة، وأيضًا حضور المسرح ومشاهدة عروض حيّة، والقراءة جزء أساسى من حياتى، فهى توسع مداركى، وأمارس الرياضة مثل الاسكواش والبادل لأحافظ على نشاطى البدنى.
■ من الفنان المفضل بالنسبة لك؟
- أنا متأثر جدًا بأعمال مارلون براندو، فهو دائمًا يلهمنى بعمق إحساسه بالشخصية وصدق أدائه، وكذلك برادلى كوبر، الذى يجمع بين الإخراج والتمثيل بطريقة مذهلة، وأعماله دائمًا تخرج بأفكار جديدة وأداء قوى. متابعة مثل هذه الشخصيات تمنحنى أفكارًا جديدة يمكن أن أستفيد منها فى أعمالى الفنية.
■ كيف تختار القصص والشخصيات التى تقدمها على الشاشة؟
- دائمًا أفكر فى كيفية وصول القصة إلى الجمهور بطريقة صادقة ومؤثرة. فى ذهنى، كل قصة أتعامل معها وكأنها مشروع كامل، وأحاول أن أعيش تفاصيلها قبل أن أبدأ العمل على تجسيدها.
أحب أن تكون الشخصيات والأحداث قريبة من الناس، بحيث يجد كل شخص جزءًا من نفسه فى العمل، وهدفى أن أقدم دائمًا أعمالًا ممتعة ومؤثرة فى الوقت نفسه، تجعل المشاهد يشعر بأنها تشبهه أو تتحدث عن حياته وتجربته الشخصية.
■ ما تأثير الملاحظة اليومية للناس على عملك؟
- أراقب تصرفات الناس فى حياتهم اليومية، مثل العصبية أو الفرح، وأستفيد منها فى بناء الشخصيات التى أقدمها على الشاشة، وهذا بالتأكيد يرهقنى جدًا، فالعمل فى الفن أحيانًا متعب، لكن هذا جزء من أى مهنة، والتعب مفيد إذا استُخدم بشكل إيجابى لتقوية الأداء.
■ لماذا تحب الشارع؟
- كى أتعلم من الناس، الممثل لازم يعيش وسط البشر.
■ من الكتاب والشعراء الذين تتأثر بأعمالهم؟
- أنا من محبى القراءة، وأحب صلاح جاهين، وأمل دنقل، ومحمود درويش، وجبران خليل جبران.
■ هل تتأثر بآراء الجمهور؟
- أتابع تعليقات الجمهور بدقة، وأعتبرها مصدرًا مهمًا للتعلم والتحسين، وأشعر بالسعادة عندما يحب الناس ما أقدمه، وأحرص على الاستفادة من أى ملاحظة تفيد عملى الفنى.
■ ما المشروع الحلم بالنسبة لك؟
- لدى حلم أحاول دائمًا تحقيقه؛ وهو تقديم فيلم جديد يحمل رسالة إنسانية ممتعة.. هو قيد التحضير، والمشروع مختلف لأنه يحمل قصة إنسانية ممتعة وقريبة من الناس، وأهدف من خلاله إلى تقديم تجربة صادقة ومؤثرة، بعيدًا عن التكرار أو التقليد.
■ ما دور دعم الأسرة فى مشوارك الفنى؟
- دعم الأسرة، خاصة والدى خالد النبوى أساسى جدًا بالنسبة لى، وكذلك أصدقائى، وجودهم فى لحظات فرحى ونجاحى يضيف ثقة وطمأنينة، ودعمهم يمنحنى القدرة على التركيز فى عملى الفنى وتقديم أفضل ما لدى.
■ ما الأعمال الفنية المفضلة بالنسبة لك؟
- هناك أفلام عديدة مفضلة بالنسبة لى، وتمنحنى طاقة إيجابية، ومن بينها أعمال مايكل كيتون، خاصة تلك التى رأيته فيها يلعب أدوارًا معقدة بإتقان، كما أحب جدًا فيلم «المهاجر» ليوسف شاهين، فقد أثر فى بعمق بسبب عمق شخصياته وتقديمه قصة إنسانية مؤثرة.
■ هل تتابع التجارب الفنية الجديدة على السوشيال ميديا؟
- نعم، أتابع دائمًا التجارب الجديدة على السوشيال ميديا، سواء كانت قصيرة مثل مقاطع الثلاث دقائق، أو كانت أعمالًا أطول، وأرى أن الجمهور هو الحكم الحقيقى على أى تجربة، وأستمتع برؤية الأعمال التى تلقى استحسان الناس.
■ هل تتمنى تقديم عمل مسرحى؟
- نعم.. أحب أن أقدم عملًا مسرحيًا بالطبع، وأحب متابعة عروض المسرح، خاصة فى نيويورك، فهى تجربة مختلفة تمامًا عن السينما. المسرح يمنحنى فرصة لرؤية الأداء المباشر وتأثير التفاعل مع الجمهور على الفنان.
■ هل ستقدم مسلسلًا خلال الفترة المقبلة؟
- نعم.. أجهز لعمل درامى جديد سيعرض خلال الفترة المقبلة، من الممكن أن يكون فى شهر رمضان، لكن إلى الآن ليس لى الحق فى الحديث عنه بشكل رسمى.
■ كيف كان التعاون مع ياسمينا العبد؟
- ياسمينا العبد من أكثر الفنانات التى شعرت بالسعادة بالعمل معها والوقوف أمامها؛ لأن لديها طاقة كبيرة وتمثيلها صادق. كنا نحرص على التحدث قبل كل مشهد عن تفاصيل العلاقة بين الشخصيتين، وحدث بيننا تناغم، وهذا سيظهر على الشاشة.. «ياسمينا» ليست فقط ممثلة شاطرة، بل إنسانة متعاونة جدًا.














0 تعليق