شهد ديوان عام محافظة سوهاج، جلسة بعنوان "التجارب الرائدة في دعم الصناعات الثقافية والحرف"، ضمن فعاليات الملتقى العلمي الرابع لأطلس المأثورات الشعبية "السيرة الهلالية ورواتها"، الذي تنظمه هيئة قصور الثقافة.
الملتقى العلمي الرابع لأطلس المأثورات الشعبية يحتفي بالتجارب الرائدة في الصناعات الثقافية والحرف
ترأست الجلسة د. حنان موسى، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، التي أعربت عن اعتزازها ببدء التعاون المؤسسي مع "جمعية الصعيد للتربية والتنمية"، التي تأسست عام 1940 لدعم التنمية في مدارس سوهاج وتمكين المرأة اقتصاديا وثقافيا، مؤكدة أن الشراكات المجتمعية تعد أحد أهم مسارات صون التراث اللامادي.
وفي كلمتها، أوضحت لولا لحام رئيس جمعية الصعيد، أن العقود الماضية شهدت إقبالا متزايدا على منتجات الجمعية اليدوية، ما شجع على تطوير أشكال فنية تحمل الحكايات البيئية قبل التوسع في إنتاج موتيفات مستوحاة من السيرة الهلالية، خاصة في قرية تونس بالفيوم.
وأضافت أن الجمعية تحرص على الحفاظ على التراث وتقديمه بشكل معاصر من خلال منتجات تحمل روح الفن القبطي والإسلامي والفن التلقائي، ومنها أعمال النول اليدوي بوصفه مهنة أصيلة متوارثة تحفظ بصمة واضحة من الهوية الثقافية المصرية.
الفنانة فريال أحمد صاحبة أشهر لوحات موتيفات السيرة الهلالية
وتقدمت "لحام" بشهادة حول تجربة الفنانة فريال أحمد، صاحبة أشهر لوحات موتيفات السيرة الهلالية، وقدمت من خلالها سردا بصريا غنيا اعتمد على المزج بين الحكاية واللمسة التشكيلية.
وتحدثت نجلاء طه، نجلة الفنانة فريال، عن تجربتها في توظيف عناصر التراث داخل المنتجات النسيجية، مؤكدة أن فن التطريز قادر على أن يتحول إلى لغة سردية تجسد الهوية والمكان والشخصية.
كما تحدثت السيدة نعيمة أديب عن تجربتها في صناعة النسيج وتدوير الخيط، موضحة المراحل الدقيقة التي تمر بها القطعة الفنية منذ بدء الغزل حتى بروزتها النهائية.
وقدمت ريهام صفوت تجربتها في فن التطريز، فيما تحدثت عفاف علي عن رحلتها مع فن التلي، موضحة أنها بدأت كمتدربة بسيطة قبل أن تصبح مدربة معروفة في المعارض الفنية، ولديها مركز متخصص يعتمد على إدخال أنواع جديدة من الخيوط بما أضفى بعدا ابتكاريا للتصميمات.
واختتمت الجلسة بتجربة فاطمة سامي في توثيق السيرة الهلالية داخل المدارس القومية بمشاركة باحثي الأطلس، ما ساهم في إنتاج أعمال فنية تنوعت بين المسرحيات والأفلام الوثائقية والنصوص التربوية والكتب التعليمية المعدة خصيصا للمدارس، كما أشارت إلى إطلاق أفكار جديدة لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي بهدف تقديم التراث بطريقة جاذبة ومبتكرة للطلاب.
إدراج جمعية الصعيد ضمن قوائم صون التراث
وتواصلت الفعاليات بفتح باب المداخلات مع الحضور، وأشارت نهاد حلمي إلى ضرورة إدراج جمعية الصعيد ضمن قوائم صون التراث، مع إعداد أطلس خاص بتراث الجمعية.
ونوّه د.محمد جلال مقلد بأهمية الحفاظ على اللغة العربية بوصفها وعاء للهوية والتراث، وأكدت د. نيفين خليل ضرورة دعم الدولة لهذه المشروعات، كما أوصى نقيب الشباب بإبراز السيرة الهلالية داخل العروض المسرحية للأطفال والشباب.
وتحدث المهندس عاطف نوار عن تجربة توثيق السيرة في اليونسكو، مشيرا إلى أهمية الحفاظ على موتيفات فن التلي الأصيلة، وأكد على ذلك عبد الحافظ بخيت مشيرا إلى أن تراث سوهاج وأخميم لم يستثمر بعد بما يستحق.
ودعت د.إيمان حماد إلى خطة طويلة الأمد لإعادة إنتاج التراث داخل المدارس، وفي الختام استعرضت د. الشيماء الصعيدي مشروع أطلس المدارس القومية للحكي الشعبي واختيار 90 مثلا شعبيا أعاد الطلاب تقديمها فنيا وإبداعيا، مؤكدة أن توثيق التراث مهمة فردية وجماعية وإنسانية في آن واحد.
أعقب ذلك جلسة بحثية أدارتها د. نيفين خليل، أكدت خلالها ضرورة العناية بالتغذية البصرية الدقيقة للمنتجات الفنية حتى تخرج بمعالجات أصيلة مرتبطة بالهوية المصرية.
وسلطت د. منار عبد الرازق، رئيس قسم الأنشطة بمركز الدراسات والبحوث، الضوء على التحديات التي تواجه رواة السيرة في العصر الحديث، مؤكدة الدور المحوري للذكاء الاصطناعي في حفظ التراث من خلال الترميم الرقمي، التصميم التفاعلي، ألعاب المحاكاة، التجسيد البصري، والتجديد الصوتي، كما نبهت إلى سلبيات الاستخدام غير المنضبط لهذه التقنيات التي قد تؤدي إلى تشويه روح السيرة أو الخروج عن سياقها الأصلي.
فيما أكدت د. أسماء الخولي على أهمية تطوير تطبيقات رقمية موثقة لضمان حفظ المحتوى الأصلي، وتحديد نسبته إلى جهات إنتاجه بحيث لا تختلط الأعمال الموثوقة بأعمال غير دقيقة. واختتمت الفعاليات بتكريم رائدات الجمعية وعدد من الباحثين المشاركين.















0 تعليق