أعلن الجيش في السودان نجاح قواته في صد هجوم واسع نفذته قوات الدعم السريع على بلدة بابنوسة ذات الأهمية الاستراتيجية، وذلك بعد يوم واحد فقط من إعلان وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر.
وجاء هذا الإعلان في بيان رسمي أكد فيه الجيش أن قواته تمكنت من إحباط محاولة هجوم فجر الثلاثاء استهدفت قاعدة للمشاة في بابنوسة، التي تُعد آخر معاقل الجيش في ولاية غرب كردفان، ما يجعلها نقطة محورية في الصراع المستمر داخل السودان. ويُعتبر هذا التطور العسكري مؤشرًا على هشاشة الهدنة التي أُعلنت حديثًا، خاصة في ظل التصعيد المتكرر بين الطرفين خلال الأشهر الأخيرة.
وتكتسب بلدة بابنوسة أهمية كبيرة في موازين القوى داخل السودان، لكونها تقع على طريق حيوي يربط مناطق كردفان بإقليم دارفور، وهو الطريق الذي تعتمد عليه القوات الحكومية في تحركاتها وإمداداتها. وقد خسر الجيش السوداني الشهر الماضي آخر قواعده في مدينة الفاشر لصالح قوات الدعم السريع بعد حصار طويل، مما جعل بابنوسة آخر خطوط الدفاع في المنطقة. وأكد الجيش في بيانه أنه ألحق بالقوات المهاجمة “خسائر فادحة في الأرواح والعتاد”، مشيرًا إلى تدمير مركبات قتالية والاستيلاء على أخرى، إضافة إلى مقتل عدد من قادة الدعم السريع والمئات من المقاتلين المرتزقة الذين شاركوا في العملية.
ويأتي هذا الهجوم رغم إعلان قوات الدعم السريع وقف إطلاق نار جديد قالت إنه جاء “استجابة للجهود الدولية”، بما في ذلك مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجهود المجموعة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر. لكن الحكومة السودانية اعتبرت الخطوة “مناورة سياسية مكشوفة”، وفق تصريحات وزير الإعلام خالد العيصر، الذي شدد على أن قوات الدعم السريع لم تُظهر أي التزام فعلي بوقف الأعمال القتالية. كما كان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان قد اتهم في وقت سابق المجموعة الرباعية بالتحيز، مما أضاف مزيدًا من التعقيد إلى المشهد السياسي في السودان.
وفي ظل هذه التطورات، أعلن المبعوث الأمريكي إلى إفريقيا، مسعد بولس، أن الطرفين رفضا أحدث مقترح لوقف إطلاق النار، في استمرار لمسار دبلوماسي فاشل يرافق الصراع منذ عامين. ويزداد الاهتمام الدولي بالأزمة في السودان بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر الشهر الماضي، حيث تدور اتهامات خطيرة بارتكاب فظائع واحتمال وقوع جرائم إبادة جماعية. كما حذّرت الأمم المتحدة من أن أنماط العنف التي شهدها إقليم دارفور بدأت تظهر في كردفان أيضًا، مما ينذر بتوسع دائرة الصراع واتساع حجم الكارثة الإنسانية في البلاد.







0 تعليق