مي محمود سعد: من حلم والدها بالتمثيل للإخراج عبر “ضايل عِنا عرض”

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في مشهد فني يجمع بين الإبداع والإنسانية، تخطو المخرجة الشابة مي محمود سعد خطواتها الأولى على منصة الإخراج الوثائقي، محققة حلمًا مختلفًا عن توقعات والدها الذي كان يحلم برؤيتها ممثلة. 

فيلمها الجديد "ضايل عِنا عرض" يسلط الضوء على حياة فرقة سيرك غزة الحر، ويجسد قدرة الفن على تحويل الألم إلى لحظات فرح وسط أصعب الظروف.


من الطفولة إلى الإخراج

مي محمود سعد، ابنة الإعلامي المصري المعروف محمود سعد، نشأت في بيت فني تميل فيه الأنظار إلى التمثيل.

والدها كان يتمنى أن يراها كممثلة، إلا أنها اختارت طريقًا مختلفًا تمامًا، واختارت الإخراج وصناعة الأفلام.

مسيرتها السينمائية بدأت من خلال العمل كمساعدة مخرج في أفلام روائية مثل الجزيرة عام 2007 وولاد العم عام 2009.


التحول إلى الإخراج الوثائقي

عام 2025، شهدت مي نقلة مهمة في مسيرتها: إخراجها الوثائقي الطويل الأول بعنوان "ضايل عِنا عرض" بالتعاون مع المخرج الفلسطيني أحمد الدنف.

الفيلم عُرض لأول مرة ضمن عروض “الجالا” في الدورة الـ 46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بحضور والدها الذي وقف إلى جانبها في هذا الحدث الفني المهم.


قصة الفيلم ورسالة الإنسان

يحكي “ضايل عِنا عرض” قصة فرقة سيرك غزة الحر، مكونة من فنانين اضطروا للنزوح من شمال غزة إلى جنوبها.

رغم الدمار والخطر، لم يستسلموا لليأس، بل حوّلوا فنهم إلى فعل مقاومة وصمود.

يقدّمون عروضهم للأطفال في الملاجئ والشوارع، يمنحونهم لحظات فرح وسط أحلك الأوقات.

وفي تصريحات صحفية، قالت مي إنها أرادت أن توثّق حياة أهل غزة بطريقة إنسانية، مؤكّدة أن السينما وسيلة لسرد هذه الحكايات.


الدعم العائلي والتقدير

حضور والدها محمود سعد للعرض كان رسالة قوية للدعم.
كما تواصلت مي مع شريكها المخرج أحمد الدنف عبر مكالمة فيديو أثناء العرض، لأنه لم يتمكّن من الحضور من غزة، مما أعطى لحظة إنسانية صادقة أمام الجمهور.

الجمهور استقبل الفيلم بتصفيق حار بعد العرض، تقديرًا لقوته الإنسانية والرسالة التي يحملها.


رؤية مي وإرث فني

من خلال هذا الفيلم، تثبت مي محمود سعد أنها مخرجة تحمل رؤية سينمائية عميقة: العمل الفني ليس ترفًا، بل وسيلة لتوثيق المعاناة الإنسانية ونبض الحياة في أصعب الظروف.

مسيرتها من مساعدة مخرج إلى مخرجة وثائقية تُظهر تطورًا كبيرًا، ورغبتها في تقديم محتوى فني له بعد اجتماعي ورسالة أمل.

كما أنها لا تقف عند الإخراج فقط، بل تعمل أيضًا على إنتاج أعمال؛ فهي منتجة إبداعية في مشروع روائي مستقبلي.


تمثّل جيلًا جديدًا

مي محمود سعد تمثّل جيلًا جديدًا من صانعات الأفلام في مصر، يجمع بين الإرث العائلي والإبداع الشخصي، ويحوّل التحديات إلى منصة فنية للتعبير والمقاومة.

فيلمها “ضايل عِنا عرض” ليس مجرد وثائقي، بل نداء إنساني يصور حياة وسط الدمار، ويمنح الفن الفلسطيني صوتًا قويًا في وجه الألم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق