كان المساء ينحدر ببطء على أطفيح، والبيوت تغلق أبوابها استعدادًا لليلة هادئة، حين شقّ صوت الرصاص صمت القرية كصرخةٍ مفاجئة مزّقت سكون المكان.
دقائق قليلة كانت كافية لتحويل خلافات عائلية قديمة إلى مأساة دامية، سقط فيها مسنٌّ لم يكن يتوقع أن ينتهى به العمر على أرضٍ يعرف كل حجر فيها، بينما كان نجله يكافح للبقاء على قيد الحياة بعد أن اخترقت الطلقات جسده.
على ضوء سيارات الإسعاف وأعين الجيران المصدومة، بدأت خيوط الحكاية تتكشف، حكاية غضب فقد السيطرة، وصلة دم انقلبت إلى كارثة.
ومع وصول رجال الأمن، اكتملت الصورة القاتمة؛ فالجانى لم يكن غريبًا، بل نجل العم نفسه، الذى اعترف بعد ضبطه بأن خلافًا متجذرًا قاده إلى ارتكاب ما لا يُغتفر.
كانت خطوات المحققين بين مسرح الجريمة وتقارير الصحة تسابق الوقت لتحديد ما جرى بدقة، بينما النيابة تأمر بدفن الضحية، وحبس المتهم، والتحفظ على السلاح، فى محاولة لحصر أطراف فاجعة ستظل تفاصيلها تُروى طويلًا فى أطفيح.
وكان بلاغ قد ورد لضباط مباحث قسم شرطة أطفيح من غرفة النجدة عن مشاجرة وسقوط قتيل وإصابة آخر. وعلى الفور انتقل رجال الشرطة إلى مكان الحادث، وبالفحص تبين وجود جثة رجل مسن وإصابة نجله بطلق ناري.
أجرت جهات التحقيق بالجيزة تحقيقاتها حول الواقعة، وأمرت بالتصريح بدفن جثة المتوفى بعد مراجعة تقرير مفتش الصحة، والاستعلام عن الحالة الصحية للمصاب.
كما أمرت بحبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات، والتحفظ على سلاح الجريمة، وطلبت تحريات أجهزة الأمن حول الحادث.
وبإجراء التحريات، تبين أن نجل العم هو مرتكب الواقعة بسبب خلافات نشبت بينهم، وتمكنت القوات من ضبطه، ليقرّ فور مواجهته بارتكاب الجريمة. تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.










0 تعليق