قالت د.عواطف عبد الرحمن، أستاذة الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن علاقتها بالمجال الأكاديمي لم تكن يومًا مجرد وظيفة، بل مشروعًا فكريًا وبحثيًا متكاملًا. فقد تبنّت «النظرية النقدية» التي حمل أحد كتبها اسمها، وأسست مدرسة بحثية راسخة في التفكير النقدي داخل كلية الإعلام.
وأكدت أن هذا التوجّه الفكري كان بالنسبة لها جوهريًا، لأنه يعيد للعلم دوره الحقيقي: دور النقد والمقاومة؛ مقاومة الفساد، والتبعية، والجمود الأكاديمي.
وأضافت عبدالرحمن لـ"الدستور" أن من بين الكتب التي تعتز بها إلى جانب «النظرية النقدية» كتاب «بوابات التفكير في المستقبل»، الذي فتح لها الباب واسعًا على مجال المستقبليات.
وأوضحت أنها أصبحت بالفعل مشرفة على هذا التخصص، معبرة عن سعادتها بموافقة الجامعة أخيرًا على تأسيس وحدة الدراسات المستقبلية في كلية الإعلام، مبدية ثقتها في أن المشروع سيواصل طريقه بعد رحيلها، لأن التفكير المستقبلي ــ على حد قولها ــ هو مستقبل العلم ذاته.
وتابعت أن الجمود عند «النظرية الوظيفية»، التي توظّف العلم لخدمة السلطة التنفيذية أدى إلى تراجع كبير في مستوى البحث العلمي، مؤكدة أن العلم الحقيقي يجب أن يكون محرّكًا للتغيير، وأن التغيير يبدأ بالتفكير النقدي، والتفكير النقدي هو المدخل الطبيعي للتفكير المستقبلي.
واستطردت أنها محظوظة بفريق من الباحثين الشباب، رغم أن عددهم ليس كبيرًا، فإنه فريق نوعي ومتميز وقادر على الاستمرار. وقالت إن أهم ما تعمل عليه الآن هو تغيير العقلية الجامعية لتصبح عقلية تحليلية نقدية قادرة على إنتاج معرفة تسهم في نهضة الوطن.
وأشارت عبدالرحمن إلى أن كتابها عن القضية الفلسطينية هو الأقرب إلى قلبها، فقد كانت وما زالت محورًا رئيسيًا في عملها الأكاديمي، «نكون أو لا نكون».
وأوضحت أنها كتبت عنها في رسالة الدكتوراه، وتناولت دور مصر التاريخي في دعمها، قبل أن يمتد اهتمامها إلى دراسة المشروع الصهيوني في مصر، وتوثيق دور اليهود والصهاينة منذ عهد محمد علي وحتى عام 2017. وأكدت أن طلابها ما زالوا يسيرون على نفس الطريق، لأن مدرستها البحثية تضع فلسطين في القلب باعتبارها معيار الوعي العربي.
وكذلك أعتز بكتابي عن الصحافة الصهيونية منذ عهد محمد علي وحتى 2017، وبمؤلفاتي في مواجهة الهيمنة الأمريكية والدفاع عن القضايا العادلة من رفض اتفاقية كامب ديفيد، ورفض اتفاق أوسلو، والتأكيد على الحقوق التاريخية. أواصل العمل مع فريقي رغم كل الضغوط ومحاولات التهميش، لأننا نؤمن أن هذا الطريق هو طريق الحق… وطريق النور.

















0 تعليق