في شوارع الجيزة التي لطالما ازدحمت بأصوات التوك توك وارتباك حركته، تبدأ ملامح مرحلة جديدة تتشكل بهدوء. على خطوط النقل الحضري، تبرز مركبة صغيرة أنيقة، تحمل وعدًا بتغيير مشهد المواصلات الشعبية، وتعيد رسم صورة المدينة قبل دخول المتحف المصري الكبير عصره الذهبي، وخطوة تبدو بسيطة، لكنها تمس حياة آلاف المواطنين، وتمنح سائقي التوك توك مستقبلًا أكثر استقرارًا وتنظيمًا.

المركبة الجديدة تأتي بشكل أكثر أمانًا وانضباطًا

بدأت محافظة الجيزة تنفيذ أولى خطواتها نحو تحديث منظومة النقل داخل الأحياء، عبر إطلاق مركبة جديدة تُعد بديلاً حضاريًا للتوك توك، في محاولة لتحسين المرور ورفع جودة الخدمات التي يحصل عليها المواطن. المركبة الجديدة تأتي بشكل أكثر أمانًا وانضباطًا، مع إمكانيات تسمح لها بالتحرك داخل الشوارع الضيقة دون الإخلال بالنظام المروري.

وأكد محمد مرعي، السكرتير العام المساعد للمحافظة، أن هذا النوع من المركبات جاء ليعالج سلبيات التوك توك، خاصة غياب الترخيص وصعوبة تتبّع المركبات المخالفة. 

وأوضح محمد مرعي، السكرتير العام المساعد للمحافظة، أن البديل الجديد مسجّل بالكامل في المرور والحي، ما يضمن إمكانية الرجوع لسائقها في حال وقوع أي مشكلة.

البديل الجديد مسجّل بالكامل في المرور والحي

وأشار محمد مرعي، السكرتير العام المساعد للمحافظة، إلى أن التحول للمركبة الجديدة ليس إلزاميًا، لكنه متوقع أن يلقى إقبالًا كبيرًا نظرًا لكونها توفر مستوى أعلى من الأمان بنفس تكلفة تشغيل التوك توك تقريبًا. كما تعمل المحافظة على توفير آلية عادلة لاستيعاب التكاتك القديمة وبيعها بشكل منظم.

ويرتبط المشروع بالهوية الحضارية للجيزة التي تستعد لاستقبال ملايين الزوار بعد افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث تسعى الدولة لتطوير منظومة نقل ذكية تعكس صورة حديثة للمدينة.

تمويلات ميسرة تمكن الشباب من شراء المركبة الجديدة بنقدًا أو بالتقسيط

ولم تغفل المحافظة الجانب الاقتصادي، إذ جرى التنسيق مع عدد من البنوك والشركات لتوفير تمويلات ميسرة تمكن الشباب من شراء المركبة الجديدة بنقدًا أو بالتقسيط، بالإضافة إلى حافز نقدي مباشر يصل إلى 11 ألف جنيه، منها 10 آلاف جنيه "كاش باك" بعد الترخيص، وألف جنيه كدعم لمصروفات الترخيص.

وتخطط الجيزة لتطبيق التجربة في البداية داخل مناطق الهرم والعجوزة ومدن أكتوبر، بهدف تقييمها عمليًا قبل تعميمها تدريجيًا، وتتميز المركبة بقدرتها على قطع 550 كيلومترًا بخزان واحد من الغاز أو البنزين، مع تسجيلها رسميًا كسيارة أجرة، وهو ما يمنع صغار السن من قيادتها.

وسيتم تحديد تعريفة محددة للمركبة، إلى جانب تخصيص لون لكل حي، لضمان الرقابة وسهولة التعرف على المركبات التابعة للمنظومة الجديدة.