تحذير أوروبي وأممي.. كيف تستخدم الجماعات الإرهابية الذكاء الاصطناعي لتجنيد الشباب؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع تصاعد قدرات الذكاء الاصطناعي وتقنيات التزييف العميق، انتقل الإرهاب إلى مرحلة رقمية أكثر خطورة، حيث باتت الجماعات المتطرفة توظف هذه التقنيات لإعادة بناء شبكاتها، وتوسيع حضورها الدعائي، والتغلغل في مجتمعات الشباب عبر أدوات خفية تتجاوز الرقابة التقليدية.

لم تعد الهجمات الفكرية مجرد منشورات عادية، بل تحولت إلى أدوات للتجنيد الذاتي عبر محتوى قصير وموجّه يستهدف المراهقين على منصات الألعاب ومواقع التواصل، مستغلةً العزلة النفسية وضعف الروابط الاجتماعية لديهم.

التجنيد عبر الألعاب و"السوشيال ميديا"

وفق تقرير الاتحاد الأوروبي عن الإرهاب لعام 2025، كثّفت الجماعات الإرهابية استخدام السوشيال ميديا لتعزيز الدعاية المتطرفة، مع تركيز خاص على المحتوى الذي تدعمه خوارزميات المنصات ويصل بسرعة إلى الفئات الأكثر هشاشة.

وأشار التقرير إلى توسع ظاهرة "التطرف الذاتي" بين الشباب، الذين يتعرضون للتأثير عبر الإنترنت دون ارتباط تنظيمي مباشر، ويتحول بعضهم إلى خلايا صغيرة أو أفراد منفردين ينفذون أعمال عنف.

مراكز الدراسات الأوروبية حذّرت بدورها من تنامي المجتمعات الإلكترونية المتطرفة، خاصة داخل الألعاب الإلكترونية والميتافيرس، حيث تُستخدم الدردشات الصوتية والكتابية لحث المستخدمين على العنف والابتزاز، ونشر رموز وإشارات مشفّرة تشير إلى تبني أفكار داعش والقاعدة.

بيئة رقمية مثالية للإرهاب

تطورت أدوات الإرهابيين لتشمل إنشاء هويات رقمية مزيفة ومقاطع "ديب فيك" تستخدم قادة ومشاهير في خطاب دعائي مصطنع. كما أتاحت العملات المشفرة وتقنيات NFT طرقًا لتمويل الأنشطة الإرهابية دون تتبع، بينما وفرت الطباعة ثلاثية الأبعاد إمكانية تصنيع أسلحة سرًّا.

ولوحظ تركيز التنظيمات على نشر محتوى قصير عبر "تيك توك" و"إنستغرام" و"يوتيوب شورتس"، رغم الرقابة المتزايدة.

هيئة الاستخبارات والأمن الهولندية كشفت في تقرير (يوليو 2025) أن منصات مثل روبلوكس وماين كرافت وفورتنايت أصبحت ساحات لتبادل الرسائل المغلقة وتجنيد المراهقين، إلى جانب التطبيقات المشفرة مثل تليغرام وديسكورد، حيث يجري التواصل باستخدام رموز مثل "الراية السوداء" للإشارة إلى داعش.

 

الجماعات الإرهابية  تستخدم روبوتات الدردشة والذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرتها على التجنيد

استخدمت الجماعات الإرهابية روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرتها على التجنيد، عبر التفاعل المباشر مع المستخدمين، والإجابة عن أسئلتهم، وبناء علاقة نفسية معهم قبل تحويل المحادثة إلى عناصر بشرية تدير العملية.

وبحسب تقارير أوروبية، أطلقت بعض الفصائل مثل "داعش- ولاية خراسان" نشرات دعائية بأصوات وصور مذيعين وهميين، وروّجت مقاطع مزيفة لتبني هجمات في موسكو وقندهار خلال 2024.

سباق دولي لتحجيم الدعاية الإرهابية الرقمية

في الأول من يونيو 2025، أعلن اليوروبول إحالة أكثر من 2000 رابط يحتوي على دعاية إرهابية أو محتوى يميني متطرف استهدف المراهقين، في خطوة تعكس حجم المواجهة المتصاعدة بين دول أوروبا والتنظيمات.

كما استخدمت الجماعات برامج لتزييف الهويات وتسهيل تحركات عناصرها، ونُظّمَت ورش تدريبية حول استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في صياغة مواد دعائية مزيفة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق