استقبل اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، اليوم الأحد، الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، اليوم الأحد، في مستهل زيارتها إلى محافظة الوادي الجديد.
وعقب مراسم الاستقبال، شاركت الوزيرة في غرس نخلة داخل حديقة “٣٠ يونيو” بمدينة الخارجة، كإشارة رمزية ضمن مبادرة التوسع في زراعة النخيل وإنتاج التمور الرئاسية، في إطار تعزيز المشاركة المجتمعية في جهود التنمية المحلية. من المقرر أن تتضمن الزيارة أيضاً تفقد وافتتاح عدة مشروعات خدمية وتنموية في المحافظة.
التركيز على التمور والتنمية المحلية
أكد محافظ الوادي الجديد أن زيارة الوزيرة تأتي في توقيت هام لتسليط الضوء على جهود المحافظة في زراعة النخيل وتوسعة المساحات المزروعة في إطار المبادرة الرئاسية، موضحاً أن المشروع الزراعي والتنموي “واحة النخيل” هي خطوة استراتيجية، إذ تشمل نحو 200 فدان بالمدينة، وتجرى بها المرحلة الرابعة من الزراعة بهدف تحويل العائد الإنتاجي إلى مشروعات صدقة جارية تشمل تجهيز العرائس، جلسات الغسيل الكلوي، شراء الأجهزة الطبية وعلاج المرضى. (
من جانبها، أكدت الوزيرة أن المبادرة الرئاسية لزراعة النخيل وإنتاج التمور ليست مجرد زراعة وحدها، بل تأتي في إطار استراتيجية أوسع للدولة لتحفيز الاقتصاد الزراعي، وتعميق المشاركة الشعبية، وإتاحة فرص عمل للشباب بالمحافظات الصحراوية. كما أضافت أن هذه الخطوة تعد أيضاً استثماراً في رأس المال البشري والمجتمعي بالمناطق الصحراوية التي تشهد تحولاً تنموياً.
المشروعات الوقفية والتنموية المرافقة
في زيارة اليوم، تفقدت الوزيرة عدداً من المشروعات من ضمنها مشروع وقف الخير التابع لإحدى الجمعيات الخيرية شمال قرية المنيرة، بمركز الخارجة، الذي يُعد مشروعاً زراعياً وتطويرياً على مساحة كبيرة، ويجري تنفيذه كمشروع وقفي طويل الأجل لدعم مسارات التنمية والزراعة والصناعة وتوفير العمالة .
كما أوضح المحافظ أن الرؤية تشمل التكامل بين الزراعة والخدمات الاجتماعية لتعظيم القيمة المضافة من محصول التمور، وربطها بفرص عمل وتدريب وتأهيل، بالموازاة مع فتح قنوات لتسويق المنتج، بما يُسهم في تنويع الاقتصاد بالإقليم والتخفيف من الهجرة نحو المدن الكبرى.
رسائل إلى مشاركة المجتمع
تركز الوزارة في رسالتها على أن الزراعة ليست حكراً على إنتاج المحاصيل فحسب، بل هي آلية لبناء المجتمع المحلي، والمساهمة في برنامج التنمية المستدامة. وقالت الوزيرة: «نؤمن بأن مشاركة الشباب والمجتمع المدني والمزارع الصغير هي المحرك الحقيقي لأي تغيير تنموي». من هنا جاء اختيار غرس النخلة في حديقة “٣٠ يونيو” كرمز لبداية جديدة للتنمية والعطاء.
خلفية تاريخية: زراعة النخيل في الوادي الجديد
تُعد محافظة الوادي الجديد اليوم واحدة من أبرز مناطق إنتاج التمور في مصر. فقد جرى الإشارة إلى أن تعداد أشجار النخيل بها تجاوز 3.8 مليون نخلة حتى منتصف عام 2023، ضمن خطة تستهدف الوصول إلى نحو 4 ملايين نخلة في المحافظة. (
) ووفقاً لدراسة اقتصادية، فإن المحافظة كانت تمثل نحو 6.12 % من إجمالي إنتاج التمور في مصر بقدْر نحو 103 ألف طن خلال إحدى السنوات الماضية، رغم أن المساحة المزروعة كانت تشكل نحو 15.99 % من إجمالي المساحة الزراعية للنخيل في البلاد آنذاك.) كما استعرضت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التجربة المصرية في زراعة النخيل ضمن مبادرة «بلد واحد منتج واحد ذُو أولوية»، واختيرت مصر كمثال إقليمي، ويأتي اختيار التمور كمنتَج ذي أولوية في هذا السياق.
هذا المشروع التحويلي في زراعة النخيل، ليس من زاوية المحصول فحسب، بل من زاوية التنمية المجتمعية وتحقيق قيمة مضافة محلية، واعتماد المجتمعات الصحراوية على اقتصاد زراعي مستدام بدل الاعتماد التقليدي. ومع الزيارة الحالية لوزيرة التضامن، تُكمل المحافظة أحد فصول هذا التحول التنموي في قلب صحراء مصر.












0 تعليق