تراجع خام غرب تكساس وسط مخاوف من زيادة الإمدادات وتخفيف العقوبات الأميركية
تشهد أسعار النفط اليوم العالمية حالة من التراجع الملحوظ، مع ترقّب الأسواق لأي تطورات بشأن اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا، والذي قد يعيد رسم خريطة الإمدادات النفطية خلال الفترة المقبلة. وبين ضغوط أميركية على كييف، وتشكيك المتعاملين في فعالية العقوبات، يزداد القلق من دخول السوق في موجة فائض جديدة قد تضغط على الأسعار بشكل أكبر خلال عام 2026.
أسواق النفط تتراجع مع اتساع احتمالات اتفاق سلام بين موسكو وكييف
تراجعت أسعار النفط العالمية مع تقييم المستثمرين لاحتمالات إبرام اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وهو اتفاق قد يعيد تدفق الإمدادات الروسية إلى سوق يعاني بالفعل من وفرة في المعروض. وجاء هذا التراجع وسط تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تضغط على كييف للقبول بخطة سلام تميل لصالح موسكو، ما فاقم المخاوف حول مستقبل العقوبات الحالية.
وانخفض سعر عقد خام غرب تكساس الوسيط لشهر يناير بنحو 1.6% ليستقر قرب 58 دولاراً للبرميل، مسجلاً خسائر في أربع جلسات من أصل خمس، قبل أن يقلّص جزءاً منها بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن العقوبات المفروضة على روسيا ستبقى قائمة حتى انتهاء المحادثات.
ضغوط أمريكية على كييف ورفض أوروبي لبنود الخطة
تشير تقديرات محللي الجيوسياسية في "أوراسيا غروب" إلى أن واشنطن تدفع بقوة نحو اتفاق قريب، رغم رفض عدة دول أوروبية بنوداً رئيسية في الخطة الأميركية الروسية. ويرى الخبراء أن السوق تستعد لاحتمال تغير موقف كييف، خاصة بعد أن لمح ترمب في تصريحات إذاعية أن الخميس قد يكون "اليوم المناسب" للموافقة على الخطة.
تشكيك الأسواق في فعالية العقوبات الأميركية
على الرغم من بدء تنفيذ العقوبات على شركتين روسيتين كبيرتين، إلا أن المتعاملين يشككون في تأثيرها الفعلي على تدفقات النفط، خاصة بعد تغيّر نبرة الإدارة الأميركية في الأيام الأخيرة.
وقالت ريبيكا بابين، كبيرة متداولي الطاقة في "سي آي بي سي برايفت ويلث":
> "سواء وُقّع الاتفاق أم لا، فإن الثقة في التطبيق الصارم للعقوبات بدأت تتلاشى. ولهذا يوسع المستثمرون مراكز البيع تحسباً لتراجع ترمب عن إجراءات قد تؤثر على تدفقات الخام والمنتجات."
توقعات بزيادة المعروض العالمي وعودة الفائض في 2026
تشير بيانات "بريدجيتون ريسيرش" إلى لجوء مستشاري التداول في السلع إلى البيع على المكشوف في كل من خام برنت وغرب تكساس للمرة الأولى منذ مايو. وفي حال التوصل لاتفاق سلام ورفع العقوبات، قد تشهد الأسواق موجة جديدة من الإمدادات، بالتزامن مع زيادة الإنتاج من تحالف أوبك+ ودول الأميركيتين.
كما أعلنت "بيكر هيوز" ارتفاع عدد منصات الحفر الأميركية بواقع منصتين خلال الأسبوع، ما يعزز توقعات ارتفاع الإنتاج المحلي.
دعوات أوروبية لاستمرار دعم الجيش الأوكراني
قلصت الأسعار خسائرها بعد اتصال جمع قادة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكدوا خلاله ضرورة بقاء الجيش الأوكراني قادراً على الدفاع عن سيادته، معلنين رفضهم لبعض بنود الخطة الأميركية-الروسية لإنهاء الحرب، ما أبقى حالة الترقب على المشهد النفطي العالمي.














0 تعليق