قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، إن جوهر الاستقلال يبدأ من لحظة مواجهة الحقيقة، ولهذا اختار أن يكون خطابه من الجنوب اللبناني، الأرض التي تلخّص تاريخ الوطن صمودًا في وجه الاعتداءات، وغيابًا عن سلطة الدولة، ثم عودة مرتقبة مع استعادة السيادة.

الجنوب هو المكان الذي تُختبر فيه قيمة الدولة

وأضاف عون، خلال كلمته بمناسبة الذكرى الـ82 لعيد الاستقلال، نقلتها قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الجنوب هو المكان الذي تُختبر فيه قيمة الدولة، وأن طريق الاستقلال لا يُبنى على غياب الدولة بل على حضورها، ولا على ازدواجية القرار بل على وحدة السلطة والراية، ولا يكتمل إلا بتحرير كل شبر من أرض لبنان.

المصارحة باتت ضرورة وطنية خاصة في ظل دقة المرحلة التي لا تحتمل أنصاف الحقائق

وأكد أن هذه الذكرى تحمل خصوصية، كونها الأولى التي يخاطب فيها اللبنانيين بصفته رئيسًا للجمهورية بعد سنوات من الفراغ السياسي، مشددًا على أن المصارحة باتت ضرورة وطنية، خاصة في ظل دقة المرحلة التي لا تحتمل أنصاف الحقائق.

الاستقلال ليس مجرد ذكرى أو صفحة من الماضي بل حقيقة حية دفع ثمنها رجال ونساء من الوطن بدمائهم

وأشار "عون" إلى أن الاستقلال ليس مجرد ذكرى أو صفحة من الماضي، بل هو حقيقة حية دفع ثمنها رجال ونساء من الوطن بدمائهم، مستذكرًا شهداء بشامون وساحة النجمة وملائكة طرابلس الأربعة عشر الذين سقطوا دفاعًا عن استقلال لبنان، ومؤكدًا أن 22 نوفمبر هو يوم واحد في رزنامة طويلة من التضحيات.

وأكد، أن الاستقلال لم يولد في يوم واحد، ولا يُبنى وطن في سنة واحدة، بل هو مسار طويل من النضال والمصارحة والعمل المشترك، داعيًا اللبنانيين إلى التمسك بالوحدة الوطنية واستعادة الدولة بكل مؤسساتها وسيادتها.