برئاسة وزيرى الخارجية، ومشاركة عدد من وزراء وكبار مسئولى البلدين، استضافت القاهرة اجتماعات اللجنة المصرية التشادية المشتركة، التى انتهت بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم بشأن التعاون بين وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة ووزارة المياه والطاقة التشادية، وبين الهيئة العامة للاستثمار المصرية والوكالة التشادية للاستثمار، وكذا بين المعهد الدبلوماسى المصرى ونظيره التشادى.

شركات مصرية عديدة، أبرزها «المقاولون العرب»، تقوم بتنفيذ العديد من مشروعات الطرق والكبارى فى الدولة الشقيقة، وتعتزم وزارة الصحة، بالتعاون مع وزارة الخارجية، تسيير قافلة طبية إلى تشاد فى ديسمبر المقبل. وإلى جانب استمرار عمل البعثة الأزهرية المصرية، يجرى الانتهاء من مقر جامعة الإسكندرية فى إنجامينا. وإيمانًا منها بأن التنمية والأمن وجهان لعملة واحدة، تحرص مصر على تعزيز الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وإحلال التنمية محل الصراع، فى منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد. كما أن ما يجمع البلدين من رؤى متقاربة وتنسيق وثيق لا يسهمان فقط فى تحقيق الاستقرار والتنمية لشعبى البلدين، بل فى الحفاظ على وحدة وسلامة أراضى الدول الإفريقية، إجمالًا.

اتساقًا مع الاهتمام الذى توليه الدولة المصرية لدعم الخطة التنموية التشادية وتوثيق العلاقات الاقتصادية والتجارية، وانطلاقًا من حرص الشركات المصرية على الاستثمار فى الدولة الشقيقة، شدّد الدكتور عبدالعاطى على أهمية استغلال الفرص المتاحة لتعزيز وتوثيق التعاون فى مجالات الطاقة والاستثمار والبنية التحتية والنقل والزراعة والتعليم والاتصالات والبترول والثروة المعدنية والإسكان، إضافة إلى فرص تعزيز التبادل التجارى من خلال زيادة الواردات المصرية من اللحوم التشادية، وزيادة الصادرات الدوائية المصرية إلى تشاد، إلى جانب زيادة الاستثمارات المصرية، الحكومية والخاصة، فى تشاد.

شارك فى اجتماعات اللجنة المشتركة الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، الذى أكد دعم مصر لخطط تشاد التنموية، مشيرًا إلى أن مشروع الربط البرى بين مصر وتشاد، مرورًا بليبيا، يمثل محورًا استراتيجيًا لربط شمال ووسط إفريقيا وتعزيز التبادل التجارى، موضحًا أن العمل جارٍ على إنشاء طريق شرق العوينات، ومصانع فى مجالات مختلفة لدعم الصناعة التشادية. كما أوضح الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالى، أن اجتماعات الجانبين شهدت توافقًا واسعًا حول تحديث اتفاقيات التعاون، وزيادة المنح الدراسية المقدمة للطلاب التشاديين، مشددًا على أهمية تعزيز الشراكة الأكاديمية وتوسيع التعاون بين الجامعات، خاصة بين جامعتى الإسكندرية وإنجامينا.

الحرص المصرى على تعزيز العلاقات مع تشاد والارتقاء بها إلى آفاق أوسع، أكده الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، خلال لقائه نظيره التشادى عبدالله صابر فضل، على هامش اجتماعات اللجنة المشتركة، مشيرًا إلى أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالعمل المستمر على تعزيز العلاقات الثنائية، عكستها الزيارات رفيعة المستوى، وفى مقدمتها زيارة الرئيس بصحبة وفد من رجال الأعمال، إلى العاصمة التشادية إنجامينا، فى ديسمبر ٢٠٢٤، وزيارة نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، فى فبراير الماضى، التى اصطحب خلالها، كذلك، وفدًا من رجال الأعمال.

لقاء الوزيرين شهد تبادلًا للرؤى حول أبرز القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الأوضاع فى منطقة الساحل والقرن الإفريقى، وتطورات الأوضاع فى السودان وليبيا، و... و... وفيما يتعلق بالأمن المائى، شدد وزير الخارجية على أهمية التعاون، وفقًا لقواعد القانون الدولى، للحفاظ على مصالح جميع دول حوض النيل مع التأكيد على رفض أى إجراءات أحادية فى حوض النيل الشرقى، مشددًا على أن مصر ستتخذ كل الإجراءات اللازمة، اتساقًا مع القانون الدولى، لحماية أمنها المائى.

.. وتبقى الإشارة إلى أن دفع التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى والفنى بين البلدين إلى آفاق أرحب، يمثل أولوية متقدمة لدى الدولة المصرية، التى تقدم، إلى جانب كل ما سبق ذكره، برامج عديدة لبناء القدرات فى المجالات المتخصصة، التى تحتاجها الدولة الشقيقة، سواءً من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية أو مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام.