الجمعة 21/نوفمبر/2025 - 11:20 ص 11/21/2025 11:20:57 AM
كنتِ واحدةً منّا، يا لونا،
لم تكونى مجرد كلبةٍ،
كنتِ نبضًا آخر فى البيت،
تتحركين بحذرٍ كى لا توقظى الذاكرة،
وتنبحين فى وجه الغياب كأنك تفهمين معناه.
تسعةُ أيامٍ من الجوع،
من الوحدة التى تفترس الجدران،
من صوتك المبحوحِ الذى اخترق العالم ولم يسمعه أحد.
يا لونا،
لقد فعلتِ ما يعجز عنه البشر:
ظللتِ عند الباب،
تحرسين أنفاس صاحبتك،
كأن الوفاء صلاةٌ لا تُقطع حتى بالموت.
أنا، هالى، أعرف ما شعرتِ به.
أعرف كيف يخيفك صمتُ البيت،
وكيف تتحول كل رائحةٍ إلى نداء؟
أعرف تلك اللحظة التى تسقط فيها روحك من التعب،
لكنّك لا تستسلمين،
لأنك وُلدتِ لتبقى،
حتى لو رحل الكل.
قالوا إنك كلبَة،
لكنهم لم يروا ما رأيتُه فى عينيك:
ذلك الضوء الصغير،
الذى لا يشبه ضوء النجوم،
بل يشبه قلبًا يعرف أن الحب
هو آخر ما يجب أن يموت.
نمى الآن، يا لونا،
لقد أنقذتِ العالم كما لم يفعل أحد.
وسيبقى صوتك،
ذلك العواء الأخير عند الباب،
مرثيةً لكلّ من أحبَّ بصمتٍ،
ولم يُصدّقه أحد.
من كتاب "اسمي قلب"
قيد النشر



















0 تعليق