عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، المؤتمر الصحفي الأسبوعي، عقب اجتماع مجلس الوزراء، بمقر الحكومة بالعاصمة الجديدة.
واستهل رئيس الوزراء حديثه، قائلًا: حمل شهر نوفمبر لهذا العام العديد من الفعاليات الجميلة في بلدنا بحمد الله، وتابعتم منذ أول يوم في الشهر افتتاح المتحف المصري الكبير، وبعده تم توقيع صفقة استثمارية كبيرة مع أشقائنا القطريين في منطقة "علم الروم"، وكذلك ارتفاع الاحتياطي المصري من النقد الأجنبي لأول مرة في التاريخ بأن يتجاوز الـ 50 مليار دولار.
طاقة نووية سلمية
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: بالأمس كانت هناك فعالية كلها فرحة وفخر وعزة لكل المصريين، وكلنا نلمس قرب تحقيق الحلم، الذي كان يحلم به المصريون لأجيال سابقة، وكنا ندرس هذا الأمر في المدارس والكتب، بأن تدخل مصر العصر النووي، وأن يكون لها طاقة نووية سلمية، وبحمد الله تحقق هذا التصور والحلم، على يد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ونجحت مصر فعلًا أن ترى هذا الإنجاز، وتشرفنا جميعًا بوجود الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس "فلاديمير بوتين"، ليشهدا تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة، وهو ما يمثل بالنسبة لنا العد التنازلي لقرب الانتهاء من هذا المشروع العملاق بمشيئة الله، والذي نأمل أن يدخل بالكامل بمفاعلاته الأربعة لحيز النفاذ والتشغيل عام 2029.
وأشار رئيس الوزراء إلى متابعته لما يثار من تساؤلات حول أهمية مشروع المفاعل النووي، مُوضحًا أن إنتاجه المقدر بحوالي 4800 ميجاوات يمثل رقمًا قويًا ومهمًا جدًا في معادلة الطاقة المصرية، مؤكدًا أن الجدوى الاقتصادية للمشروع تكمن في حجم التوفير السنوي من استهلاك الغاز والمشتقات البترولية التي كانت ستُستورد أو تُستهلك من الإنتاج المحلي.
وتابع قائلًا: وفقًا لتقديرات وزارتي الكهرباء والطاقة المتجددة والبترول والثروة المعدنية في هذا الأمر، تتحدث على الأقل ما بين 2 إلى 2.5 أو 3 مليارات دولار سنويًا، وسيتم توفير هذا الرقم بمجرد تشغيل هذه المحطة، والأهم أنها توفر طاقة آمنة والعمر الافتراضي لها يتجاوز 60 سنة، وبالتالي فإن مصر حققت طفرة كبيرة جدًا بهذا المشروع، ومرةً أخرى كل الشكر والتقدير لفخامة الرئيس لإصراره على وضع هذا الحلم المصري موضع التنفيذ الفعلي ومتابعته بصورة مستمرة معنا كحكومة.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الحدث الآخر، هو التواجد في ميناء شرق بورسعيد بتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لافتتاح عدد كبير من المشروعات بالميناء، لافتًا في هذا الصدد إلى استرجاع الحلم الخاص بضرورة استغلال قناة السويس، وعدم اقتصار استخدامها على أنها ممر ملاحي فقط، منوهًا إلى آراء وتساؤلات الخبراء والمفكرين الوطنيين عن التوقيت الخاص باستغلال الدولة المصرية واستفادتها من منطقة قناة السويس، وإقامة العديد من الموانئ والمصانع وإتاحة المزيد من الإنتاج وفرص العمل، قائلًا: "ما نتابعه يوميًا من أخبار تتعلق بهذه المنطقة الواعدة يعكس تحقيق الحلم لهذه المنطقة".
وفى ذات السياق، لفت رئيس الوزراء إلى أن ما تم عرضه خلال الاحتفالية من جانب الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، وكذا من جانب وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، يعكس حجم الاستثمارات الأجنبية والمحلية الموجهة لهذه المنطقة، وحجم فرص العمل المتاحة من خلال ما يتم تنفيذه من مشروعات في العديد من القطاعات، منوهًا إلى أن ذلك يحقق المستهدفات الخاصة بجعل هذه المنطقة في بؤرة اهتمام مختلف دول العالم، ونقطة جذب لمزيد من الاستثمارات الكبيرة من مختلف أنحاء العالم.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه خلال اللقاءات والاجتماعات التي يتم عقدها مع العديد من الشركات العالمية لاستعراض الفرص الاستثمارية في مصر، تكون رغبة مسئولي هذه الشركات الأولى هي تخصيص أرض في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بالنظر لحجم البنية الأساسية بها، وكذا ما تتمتع به من موقع استراتيجي، والمزايا والحوافز المتاحة للمستثمرين بهذه المنطقة.
البنية الأساسية
ونوه رئيس الوزراء إلى وضع هذه المنطقة من نحو خمس سنوات، موضحًا أنه لم يكن يوجد بها أي نوع من التنمية أو التطوير آنذاك، مؤكدًا في هذا الصدد أنه مع استمرار تنفيذ العديد من الخطوات الخاصة بالاستثمارات في البنية الأساسية وتنمية مثل هذه المناطق، سنري مزيدًا من الحصاد في هذه الأعمال الكبيرة، مُشددًا على دور ورؤية القيادة السياسية في تنفيذ الحلم الخاص بتنمية المناطق المحيطة بقناة السويس.
وانتقل الدكتور مصطفى مدبولي للحديث عن الرسائل المهمة التي أشار إليها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال لقائه مع أبنائه من الطلاب المُتقدمين للالتحاق بأكاديمية الشرطة، وتأكيد فخامته على أهمية بناء الوعي والانتماء لدى الشباب، وأن ما يتم تنفيذه من مشروعات تنموية يستهدف المزيد من الرخاء والنماء للأجيال القادمة، لافتًا إلى أنه من الممكن أن يعاني بعض الأجيال من حجم الأعمال المنفذة وكذا بعض الإصلاحات التي يتم تطبيقها وتنفيذها، قائلًا: "ما يتم تنفيذه يستهدف الأجيال القادمة"، مُضيفًا أننا بدأنا بالفعل نلمس ثمار ما يتم تنفيذه من إصلاحات.
وفيما يتعلق بالشق الاقتصادي، أشار رئيس الوزراء إلى أن مسؤولي صندوق النقد الدولي سيقومون بزيارة مصر في الفترة من 1 إلى 12 ديسمبر القادم لإجراء المراجعتين الخامسة والسادسة، مُؤكدًا أن مؤشرات وأرقام القطاع الخاص اليوم تعكس وجود ثقة أكبر في المناخ الاستثماري والاقتصاد المصري، لافتًا إلى أن الاستثمارات الخاصة سجلت نموًا بنسبة 73% هذا العام مقارنة بالعام المالي الماضي، بالإضافة إلى ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي.
وأشار رئيس الوزراء إلى مشاركته في فعالية مراسم تسليم النيابة العامة 265 كيلوجرامًا من الذهب للبنك المركزي، موضحًا أن هذه الكمية تضيف للاحتياطي النقدي مباشرة ما يعادل حوالي 34 مليون دولار، بالإضافة إلى 10 ملايين دولار إضافية من الأحراز المحفوظة داخل خزائن البنك المركزي، مؤكدًا أن هذه الإجراءات تساعد الدولة المصرية وترسل رسالة ثقة قوية، إلى جانب الزيادة المستمرة في تحويلات المصريين بالخارج.
وانتقل الدكتور مصطفى مدبولي بحديثه إلى اجتماع اللجنة الوزارية المُنعقد أمس، مشيرًا إلى أن وزير المالية استعرض المؤشرات المالية لنصف السنة الأول، موضحًا أنه تم الانتهاء من الربع الأول وبدأ العمل في الربع الثاني، مؤكدًا أن جميع المؤشرات تُنفذ بالكامل وفقًا لمخططات الدولة، مع تجاوز المستهدف في بعضها.
وأضاف أنه سيتم ترك ملف تدقيق الأرقام والمؤشرات لوزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، موضحًا أن نسب النمو المقدرة للربع الأول من العام المالي الحالي (2025/2026) مُبشرة جدًا وسيتم الإعلان عنها قريبًا، وهو ما يُتوقع أن يدعم تحقيق نسبة نمو كبيرة للاقتصاد المصري هذا العام.
وفيما يتعلق بملف الطاقة، أشار رئيس الوزراء إلى مؤشرات وأرقام الاكتشافات اليومية المحققة، لافتًا إلى أن اكتشافات الصحراء الغربية والبحر المتوسط تسرع الخطى نحو زيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد في هذا القطاع.
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي أيضًا إلى حضوره معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للتكنولوجيا (Cairo ICT)، موضحًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، يولي اهتمامًا بالغًا بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، معربًا عن سعادته للاستماع إلى الأطفال والشباب المصريين وهم يتحدثون عن المبادرات ومدى استفادتهم وتعلمهم منها، بالإضافة إلى الشركات المصرية التي أصبح لديها ثقل كبير، وكذلك اعتماد الشركات الأجنبية على العقول المصرية في هذا القطاع، خاصة في تقديم الخدمات، لافتًا إلى أن صادرات هذا القطاع مُقدر لها أن تتجاوز حوالي 9 مليارات دولار سنويًا قبل حلول عام 2030.
منظمة الصحة العالمية
وانتقل رئيس الوزراء للحديث عن انعقاد المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية البشرية، مُوضحًا أنه جرى الاحتفال، خلال المؤتمر، بشهادة من منظمة الصحة العالمية بإعلان خلو مصر من مرض "التراكوما"، مُؤكدًا أن هذا الإنجاز يأتي ضمن سلسلة نجاحات كبيرة تحققت بقطاع الصحة والتي تشمل أيضًا القضاء على فيروس "سي"، بالإضافة إلى العديد من الإنجازات الأخرى التي تم تحقيقها في هذا الشأن.
واختتم الدكتور مصطفى مدبولي حديثه قائلًا: كنت سعيدًا خلال فعاليات افتتاح حديقة "تلال الفسطاط"، وسعادتي الكبيرة بهذا المشروع ليست فقط بصفتي مسؤولًا، ولكن كمهندس معماري ومُخطِط، حيث رأينا هذا الحلم يتحقق على أرض الواقع. ورأينا كيف استطعنا تحويل منطقة كانت موصومة بأنها مقالب للقمامة العامة وكان بها بؤر إجرامية وظروف معيشية لا ترقى لمستوى الإنسان المصري، إلى ما رأيتموه جميعًا.
وأضاف أنه مع اكتمال المشروع بالكامل سنتشرف بافتتاح فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لهذه الحديقة في مطلع يناير 2026.










0 تعليق